الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3520 - "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل؛ والصائم حتى يفطر ؛ ودعوة المظلوم يرفعها الله (تعالى) فوق الغمام؛ وتفتح لها أبواب السماء؛ ويقول الرب - تبارك وتعالى -: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين"؛ (حم ت هـ)؛ عن أبي هريرة ؛ (ح) .

التالي السابق


(ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل) ؛ بين الرعية؛ (والصائم حتى) ؛ أي: إلى أن (يفطر) ؛ من صومه؛ وفي نسخ: "حين يفطر"؛ قال القاضي : "الإمام"؛ بدل من "دعوتهم"؛ على حذف مضاف؛ أي: "دعوة الإمام؛ ودعوة الصائم..."؛ بدليل عطف (ودعوة المظلوم) ؛ عليه؛ وقوله: (يرفعها الله) ؛ في موضع الحال؛ ويحتمل أن يجعل تفصيل "ثلاثة"؛ وأن يكون القسم الثالث محذوفا؛ لدلالة "ودعوة المظلوم"؛ عليه؛ وهو مبتدأ؛ و"يرفعها"؛ خبره؛ استأنف به الكلام؛ لفخامة شأن دعاء المظلوم؛ واختصاصه بمزيد قبول؛ ورفعها؛ (فوق الغمام) ؛ أي: السحاب؛ وقوله: (وتفتح لها أبواب السماء؛ ويقول الرب - تبارك وتعالى -: وعزتي وجلالي لأنصرنك) ؛ مجاز عن إشارة الآثار العلوية؛ وجميع الأسباب السماوية؛ وعلى انتصاره من الظالم؛ وإنزال البأس عليه؛ (ولو بعد حين) ؛ يدل على أنه - سبحانه - يمهل الظالم؛ ولا يهمله.

(تنبيه) :

قال الغزالي : فيه أن الإمارة والخلافة من أفضل العبادات؛ إذا كانتا مع العدل والإخلاص؛ ولم يزل المتقون يحترزون منها؛ ويهربون من تقلدها؛ لما فيها من عظيم الخطر؛ إذ تتحرك به الصفات الباطنة؛ ويغلب على النفس حب الجاه والاستيلاء ونفاذ الأمر؛ وهو أعظم ملاذ الدنيا.

(حم ت) ؛ في الدعوات؛ (هـ) ؛ في الصوم؛ (عن أبي هريرة ) ؛ قال الترمذي : حسن؛ أهـ؛ وفيه مقال طويل؛ بينه ابن حجر وغيره.




الخدمات العلمية