3545 - "ثلاثة لا ينظر الله إليهم غدا: شيخ زان ؛ ورجل اتخذ الأيمان بضاعة يحلف في كل حق؛ وباطل؛ وفقير مختال يزهو"؛ (طب)؛ عن عصمة بن مالك ؛ (ض) .

التالي السابق

عرض الحاشية

(ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ غَدًا) ؛ أَيْ: فِي الْآخِرَةِ؛ ( شَيْخٌ زَانٍ) ؛ لِاسْتِخْفَافِهِ بِحَقِّ اللَّهِ؛ وَقَصْدِهِ مَعْصِيَةً بِلَا حَاجَةٍ ؛ فَإِنَّهُ ضَعُفَتْ شَهْوَتُهُ عَنِ الْوَطْءِ الْحَلَالِ؛ فَكَيْفَ بِالْحَرَامِ؛ وَكَمُلَ عَقْلُهُ وَمَعْرِفَتُهُ وَتَجَارِبُهُ؛ وَإِنَّمَا يَدْعُو إِلَى الزِّنَا غَلَبَةُ الْحَرَارَةِ؛ وَقِلَّةُ الْمَعْرِفَةِ؛ وَضَعْفُ الْعَقْلِ؛ الْحَاصِلُ - كُلُّ ذَلِكَ - زَمَنَ الشَّبَابِ؛ وَلِهَذَا قِيلَ: "مَنْ لَمْ يَرْعَوِ عِنْدَ الشَّيْبِ؛ وَلَمْ يَسْتَحِ مِنَ الْعَيْبِ؛ وَلَمْ يَخْشَ اللَّهَ فِي الْغَيْبِ؛ فَلَيْسَ لِلَّهِ فِيهِ حَاجَةٌ"؛ "شَيْبٌ وَعَيْبٌ"؛ (وَرَجُلٌ اتَّخَذَ الْأَيْمَانَ) ؛ أَيْ: الْحَلِفَ بِاللَّهِ؛ (بِضَاعَتَهُ؛ يَحْلِفُ فِي كُلِّ حَقٍّ؛ وَبَاطِلٍ؛ وَفَقِيرٌ مُخْتَالٌ ) ؛ أَيْ: [مُتَكَبِّرٌ فِي مِشْيَتِهِ؛ أَوْ]؛ مُخَادِعٌ مُرَاوِغٌ؛ وَ"الْخَتْلُ": الْخِدَاعُ وَالْمُرَاوَغَةُ؛ (يَزْهُو) ؛ أَيْ: يَتَكَبَّرُ وَيَفْتَخِرُ وَيَتَعَاظَمُ.

(طب؛ عَنْ عِصْمَةَ ) ؛ بِكَسْرِ الْعَيْنِ؛ وَسُكُونِ الصَّادِ؛ الْمُهْمَلَتَيْنِ؛ ( ابْنِ مَالِكٍ ) ؛ الْأَنْصَارِيِّ ؛ الْخَطْمِ؛ وَغَلَطَ ابْنُ مَنْدَهْ فِي جَعْلِهِ خَثْعَمِيًّا؛ قَالَ الْهَيْثَمِيُّ : إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ.

(ثلاثة لا ينظر الله إليهم غدا) ؛ أي: في الآخرة؛ ( شيخ زان) ؛ لاستخفافه بحق الله؛ وقصده معصية بلا حاجة ؛ فإنه ضعفت شهوته عن الوطء الحلال؛ فكيف بالحرام؛ وكمل عقله ومعرفته وتجاربه؛ وإنما يدعو إلى الزنا غلبة الحرارة؛ وقلة المعرفة؛ وضعف العقل؛ الحاصل - كل ذلك - زمن الشباب؛ ولهذا قيل: "من لم يرعو عند الشيب؛ ولم يستح من العيب؛ ولم يخش الله في الغيب؛ فليس لله فيه حاجة"؛ "شيب وعيب"؛ (ورجل اتخذ الأيمان) ؛ أي: الحلف بالله؛ (بضاعته؛ يحلف في كل حق؛ وباطل؛ وفقير مختال ) ؛ أي: [متكبر في مشيته؛ أو]؛ مخادع مراوغ؛ و"الختل": الخداع والمراوغة؛ (يزهو) ؛ أي: يتكبر ويفتخر ويتعاظم.

(طب؛ عن عصمة ) ؛ بكسر العين؛ وسكون الصاد؛ المهملتين؛ ( ابن مالك ) ؛ الأنصاري ؛ الخطم؛ وغلط ابن منده في جعله خثعميا؛ قال الهيثمي : إسناده ضعيف.