الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3803 - " الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة؛ وإنما سودته خطايا المشركين ؛ يبعث يوم القيامة مثل أحد ؛ يشهد لمن استلمه وقبله من أهل الدنيا"؛ ابن خزيمة ؛ عن ابن عباس ؛ (صح) .

التالي السابق


( الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة ؛ وإنما سودته خطايا المشركين؛ يبعث يوم القيامة مثل أحد ) ؛ في المقدار؛ (يشهد لمن استلمه وقبله من أهل الدنيا) ؛ قال المظهر : لما كان الياقوت من أشرف الأحجار؛ كان بعد ما بين ياقوت هذه الدار الفانية؛ وياقوت الجنة؛ أكثر ما بين الياقوت وغيره من الأحجار؛ أعلمنا أنه من ياقوت الجنة؛ ليعلم أن المناسبة الواقعة بينه وبين أجزاء الأرض في الشرف والخاصية؛ كما بين ياقوت الجنة وسائر الأحجار؛ وقال الطيبي : هذا ليس بتشبيه؛ ولا استعارة؛ بل من قبيل: "القلم أحد اللسانين"؛ فـ "من"؛ في "من ياقوت..."؛ بيانية؛ والياقوت نوعان: متعارف؛ وغيره؛ وذا من غير المتعارف؛ ولذلك أثبت له ما ليس للمتعارف.

(تنبيه) :

في البخاري أن عمر قبل الحجر وقال: إني أعلم أنك لا تضر ولا تنفع؛ ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلك؛ ما قبلتك" ؛ فقيل: إنما قال ذلك لأنه لم يبلغه هذا الخبر ونحوه؛ وقال الطبري : إنما قاله لأن الناس كانوا حديثي عهد بعبادة الأوثان؛ فخاف أن يظن الجاهل أن استلامه تعظيم للأحجار؛ كما كانوا يفعلونه في الجاهلية؛ فأعلمهم بأن استلامه إنما هو اتباع؛ وأنه لا يضر؛ ولا ينفع بذاته؛ بل بأمر الله .

( ابن خزيمة ؛ عن ابن عباس ) .




الخدمات العلمية