الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3827 - "الحكمة تزيد الشريف شرفا؛ وترفع العبد المملوك؛ حتى تجلسه مجالس الملوك" ؛ (عد حل)؛ عن أنس ؛ (ض) .

التالي السابق


(الحكمة) ؛ التي هي - كما قال القاضي البيضاوي -: استعمال النفس الإنسانية باقتباس النظريات؛ وكسب الملكة التامة للأفعال الفاضلة بقدر الطاقة البشرية؛ قيل: وفيه قصور؛ لعدم شموله لحكمة الله؛ فالأولى أن يقال: العلم بالأشياء على ما هي؛ والعمل كما ينبغي ؛ وقال ابن دريد : كل كلمة وعظتك؛ أو زجرتك؛ أو دعتك إلى مكرمة؛ أو نهتك عن قبيح؛ فهي حكمة؛ (تزيد الشريف شرفا) ؛ أي: رفعة وعلو قدر: ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ؛ فعلى المرء؛ ولو شريفا؛ أن يحرص على الفائدة؛ حتى ممن دونه بمراحل؛ قال علي - كرم الله وجهه -: "خذ الحكمة أنى تأتك؛ فإن الكلمة منها تكون في صدر المنافق فتتلجلج حتى تسكن إلى صاحبها" ؛ قال الزمخشري : أي: تتحرك وتفلق في صدره حتى يسمعها المؤمن فيأخذها؛ وحينئذ تأنس أنس الشكل إلى الشكل؛ فالحكمة ضالة المؤمن؛ يلتقطها حيث وجدها؛ (وترفع العبد المملوك؛ حتى تجلسه مجالس الملوك) ؛ قال الغزالي : نبه على غمرتها في الدنيا؛ ومعلوم أن الآخرة خير وأبقى؛ قال ابن أبي الجعد : اشتراني مولاي بثلاثمائة درهم؛ فأعتقني؛ فقلت: بأي حرفة أحترف؟ فاحترفت بالعلم؛ فما تمت لي سنة حتى أتاني أمير المدينة زائرا؛ فلم آذن له؛ انتهى؛ وشاهده في القرآن؛ فإن الهدهد مع حقارته أجاب سليمان مع علو رتبته بصولة العلم؛ بقوله: أحطت بما لم تحط به ؛ غير مكترث بتهديده.

(تنبيه) :

قال بعضهم: الحكمة حياة النفوس ؛ وزراعة الخير في القلوب؛ ومثيرة الحظ؛ وحاضرة الغبطة؛ وجامعة السرور؛ ولا يخبو نورها؛ ولا يكبو زنادها؛ الحكمة حلية العقل؛ وميزان العدل؛ ولسان الإيمان؛ وعين البيان؛ وروضة الآداب؛ ومزيل الهموم عن النفوس؛ وأمن الخائفين؛ وأنس المستوحشين؛ ومتجر الراغبين؛ وحظ الدنيا؛ والآخرة؛ وسلامة العاجل؛ والآجل.

(عد حل) ؛ من حديث عمرو بن حمزة ؛ عن صالح ؛ عن الحسن ؛ (عن أنس ) ؛ ثم قال مخرجه أبو نعيم : غريب؛ تفرد به عمرو بن حمزة عن صالح ؛ انتهى؛ وقال العراقي : سنده ضعيف؛ وقال العسكري : ليس هذا من كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ بل من كلام الحسن ؛ وأنس .




الخدمات العلمية