الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4155 - "الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة ؛ والمنفق على الخيل كالباسط كفه بالنفقة؛ لا يقبضها"؛ (طس)؛ عن أبي هريرة .

التالي السابق


( الخير معقود بنواصي الخيل ) ؛ قال الحرالي : اسم جمع لهذا الجنس المجبول على هذا الاختيال؛ لما خلق الله له من الاعتزاز به؛ وقوة المنة في الافتراس عليه؛ الذي منه سمي واحده "فرسا"؛ (إلى يوم القيامة) ؛ أي: في ذواتهم؛ فكنى بالناصية عن الذات؛ يقال: "فلان مبارك الناصية"؛ أي: ذاته؛ وإنما كانت مباركة لحصول الجهاد بها؛ قال بعض الكاملين: وفيه من صنع البديع ما يسمى "تجنيسا مضارعا"؛ وهو أن يختلف المتجانسان بحرف؛ والحرفان متقاربان في المخرج؛ (والمنفق على الخيل كالباسط كفه بالنفقة لا يقبضها) ؛ قال النووي : وأما حديث: إن الشؤم قد يكون في الفرس ؛ فالمراد فيه غير المعدة للغزو؛ ونحوه؛ وأن الخير والشؤم يجتمعان فيها؛ لتفسيره الخير بالأجر؛ والمغنم؛ في الرواية الآتية؛ ولا يمنع مع هذا أن يتشاءم به؛ ثم إن هذا الحديث وما بعده من أعلى درجات البلاغة؛ حيث أوقع الجناس بين لفظين اختلفا في آخر حرف في كل منهما؛ بحسب الصيغة فقط؛ من نوع ما وقع الاختلاف فيه بحرف؛ كخبر: "أسلم؛ تسلم"؛ وذا عكسه؛ إذ الاختلاف ثم وقع في أول الكلمة؛ وهنا في آخرها.

(طس) ؛ وكذا أبو يعلى ؛ (عن أبي هريرة ) ؛ قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح؛ وهو في الصحيح باختصار النفقة.




الخدمات العلمية