الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4178 - "دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة؛ فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان ؛ كذلكم البر؛ كذلكم البر (ت)؛ والحاكم ؛ عن عائشة ؛ (صح) .

التالي السابق


(دخلت الجنة؛ فسمعت فيها قراءة؛ فقلت من هذا؟ قالوا) ؛ يعني: الملائكة؛ أو غيرهم؛ ممن مر؛ ( حارثة ) ؛ بحاء مهملة؛ ومثلثة؛ ( ابن النعمان ) ؛ من بني مالك بن النجار ؛ البدري؛ وكان أبر الناس بأمه؛ (كذلكم البر؛ كذلكم البر) ؛ قال الطيبي : المشار إليه ما سبق؛ والمخاطبون الصحابة؛ فإن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - رأى هذه الرؤيا وقصها على أصحابه؛ فلما بلغ إلى قوله: " النعمان "؛ نبههم على سبب نيل تلك الدرجة بقوله: "كذلكم البر"؛ أي: حارثة نال تلك الدرجة بسبب البر؛ وموقع هذه الجملة التذييل؛ كقوله (تعالى): وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ؛ وفيه من المبالغة أنه جعل جزء البر برا؛ وعرف الخبر بلام الجنس؛ تنبيها على أن هذه الدرجة القصيا لا تنال إلا ببر الوالدين؛ والتكرار للاستيعاب والتقرير والتأكيد.

(ن ك) ؛ في المناقب؛ وكذا أحمد وأبو يعلى ؛ بسند قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح؛ (عن عائشة ) ؛ قال الحاكم : على شرطهما؛ وأقره الذهبي وقال الحافظ في الإصابة: إسناده صحيح؛ وظاهر صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه؛ والأمر بخلافه؛ بل بقيته: "وكان أبر الناس بأمه" ؛ أهـ؛ فكأنه أغفله سهوا؛ أو توهم أنه مدرج في الحديث؛ وهو ذهول؛ فقد قال الصدر المناوي ؛ وغيره: وصح لنا برواية الحاكم والبيهقي أن قوله: "كان أبر الناس"؛ من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وليس بمدرج؛ ثم بسطه.




الخدمات العلمية