الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 60 ] يستحقه السامع بالتمام

التالي السابق


( يستحقه ) أي الجعل المعلوم الشخص ( السامع ) قول الجاعل ولو بواسطة ، ومفهوم السامع أن من لم يسمع لا يستحقه ، وهو كذلك على المشهور ، وسمع عيسى ابن القاسم من جعل في عبد له آبق عشرة دنانير لمن جاء به فجاء به من لم يسمع بالجعل ، فإن كان يأتي بالآبق فله جعل مثله وإلا فليس له إلا نفقته ، وإن جاء به من سمعه فله العشرة وإن كان ممن لا يأخذ الآبق . ابن رشد وحكى ابن حبيب عن ابن الماجشون وأصبغ ، أنه له الجعل المسمى وإن لم يعلم به ، قال وقاله مالك " رضي الله عنه " . ابن رشد قول ابن القاسم أظهر ; لأن

[ ص: 61 ] الجاعل إنما أراد تحريض من سمع قوله على طلبه فوجب أن لا يجب ما سمى من الجعل إلا لمن سمعه فطلبه بعده . ابن عرفة جعل ابن شاس وابن الحاجب قول ابن الماجشون هو المذهب وليس كذلك ، وإنما يستحقه ( بالتمام ) للعمل المجاعل عليه فلا يستحقه من عمل البعض إلا فيما سيذكره المصنف . ابن المواز الإمام مالك " رضي الله عنه " من قال لرجل : بع ثمر حائطي ولك كذا ، ثم جاء صاحب الحائط قوم فساوموه حتى باع منهم فطلب الرجل جعله فلا شيء له ، وإنما جعل له الجعل على أن يبيع ويماكس والذي بايعهم وماكسهم صاحب الحائط لا المجعول له .




الخدمات العلمية