الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4266 باب: في شجاعة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم وتقدمه إلى حرب

                                                                                                                              ولفظ النووي: (باب شجاعته، صلى الله عليه وآله وسلم).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 67 جـ 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وكان أجود الناس وكان أشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس قبل الصوت، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا وقد سبقهم إلى الصوت وهو على فرس لأبي طلحة عري في عنقه السيف وهو يقول: لم تراعوا لم تراعوا، قال: وجدناه بحرا أو إنه لبحر، قال: وكان فرسا يبطأ ].

                                                                                                                              [ ص: 122 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 122 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس).

                                                                                                                              فيه: بيان ما أكرمه الله تعالى به: من جميل الصفات، وكريم السمات. وأن هذه أوصاف كمال.

                                                                                                                              (ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس قبل الصوت، فتلقاهم رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: راجعا - وقد سبقهم إلى الصوت - وهو على فرس لأبي طلحة عري، في عنقه السيف - وهو يقول: "لم تراعوا، لم تراعوا"). أي: روعا مستقرا، أو روعا يضركم.

                                                                                                                              وفيه: بيان شجاعته، صلى الله عليه وآله وسلم: من شدة عجلته في الخروج إلى العدو، قبل الناس كلهم، بحيث كشف الحال، ورجع قبل وصول الناس.

                                                                                                                              وفيه: جواز سبق الإنسان وحده، في كشف أخبار العدو، ما لم يتحقق الهلاك.

                                                                                                                              وفيه: جواز العارية، وجواز الغزو على الفرس المستعار لذلك. وفيه: استحباب تقلد السيف في العنق، واستحباب تبشير الناس بعدم الخوف، إذا ذهب.

                                                                                                                              [ ص: 123 ] قال: وجدناه بحرا - أو إنه لبحر) -. قال: وكان فرسا يبطأ. وفي رواية: (فاستعار النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: فرسا لأبي طلحة، يقال له: "مندوب" فركبه، فقال: "ما رأينا من فزع، وإن وجدناه لبحرا).

                                                                                                                              ومعنى "يبطأ": يعرف بالبطء، والعجز، وسوء السير. ومعنى: "وجدناه بحرا، أي: واسع الجري.

                                                                                                                              ووقع هنا تسمية الفرس: "مندوبا". قال عياض: وقد كان في أفراس النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، "مندوب". فلعله صار إليه، بعد أبي طلحة. انتهى. قال النووي: قلت: ويحتمل أنهما فرسان، اتفقا في الاسم. انتهى.




                                                                                                                              الخدمات العلمية