الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4555 باب في فضل الأشعريين، رضي الله عنهم

                                                                                                                              ونحوه في النووي.

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص 61 ج16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي موسى، قال: قال: رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إني لأعرف: أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن، حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار.

                                                                                                                              ومنهم حكيم، إذا لقي الخيل -أو قال: العدو- قال لهم: إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم").


                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي موسى، رضي الله عنه) ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين): بضم الراء "من الرفقة" وكسرها.

                                                                                                                              (بالقرآن، حين يدخلون بالليل) بالدال، من "الدخول" هكذا هو في جميع نسخ بلاد النووي.

                                                                                                                              ونقله عياض عن جمهور الرواة: في مسلم، وفي البخاري. قال: ووقع لبعض رواة الكتابين: "يرحلون" بالراء والحاء، من "الرحيل".

                                                                                                                              [ ص: 666 ]

                                                                                                                              قال: واختار بعضهم: هذه الرواية.

                                                                                                                              قال النووي: "والأولى" صحيحة، أو أصح. والمراد: يدخلون منازلهم إذا خرجوا لشغل، ثم رجعوا.

                                                                                                                              وفيه: دليل لفضيلة الأشعريين.

                                                                                                                              (وأعرف منازلهم من أصواتهم: بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم -حين نزلوا- بالنهار).

                                                                                                                              فيه: أن الجهر بالقرآن -في الليل- فضيلة، إذا لم يكن فيه إيذاء لنائم، أو لمصل، أو غيرهما. ولا رياء. (ومنهم حكيم، إذا لقي الخيل -أو قال: العدو- قال لهم: إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم) أي: تنتظروهم.

                                                                                                                              ومنه قوله تعالى: انظرونا نقتبس من نوركم ).

                                                                                                                              قال عياض: اختلف شيوخنا في المراد "بحكيم" هنا:

                                                                                                                              فقال أبو علي الجياني: هو اسم علم لرجل.

                                                                                                                              وقال أبو علي الصدفي: هو صفة "من الحكمة".




                                                                                                                              الخدمات العلمية