الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4268 باب: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أجود الناس بالخير

                                                                                                                              وقال النووي: ( باب جوده، صلى الله عليه وآله وسلم).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص68، 69 جـ15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان؛ إن جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ].

                                                                                                                              [ ص: 129 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 129 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن ابن عباس، رضي الله عنهما؛ قال: كان رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: أجود الناس بالخير. وكان أجود ما يكون): روي برفع "أجود" ونصبه، والرفع أصح، وأشهر.

                                                                                                                              (في شهر رمضان؛ إن جبريل "عليه السلام"، كان يلقاه في كل سنة). كذا هو في جميع النسخ، ونقله عياض عن عامة الروايات، والنسخ.

                                                                                                                              قال: وفي بعضها: "كل ليلة" بدل "سنة". قال: وهو المحفوظ. لكنه بمعنى الأول؛ لأن قوله: (في رمضان، حتى ينسلخ): بمعنى "كل ليلة".

                                                                                                                              (فيعرض عليه رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: القرآن، فإذا لقيه جبريل، كان رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: أجود بالخير، من الريح المرسلة). بفتح السين.

                                                                                                                              والمراد: كالريح في إسراعها، وعمومها.

                                                                                                                              وفي هذا الحديث: فوائد؛ منها: بيان عظم جوده، صلى الله عليه وآله وسلم. ومنها: استحباب إكثار الجود، في رمضان.

                                                                                                                              ومنها: زيادة الجود والخير، عند ملاقاة الصالحين، وعقب [ ص: 130 ] فراقهم، للتأثر بلقائهم.

                                                                                                                              ومنها: استحباب مدارسة القرآن الكريم، لا سيما في شهر رمضان، الذي أنزل فيه القرآن.




                                                                                                                              الخدمات العلمية