الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4426 [ ص: 330 ] (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي ، في (الباب المشار إليه) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 181 ، 182 ج 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان. قال: فدعا سهل بن سعد، فأمره أن يشتم عليا. قال: فأبى سهل فقال له: أما إذ أبيت؛ فقل: لعن الله أبا التراب. فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من "أبي التراب" . وإن كان ليفرح إذا دعي بها.

                                                                                                                              فقال له: أخبرنا عن قصته: لم سمي: "أبا تراب" . قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: بيت فاطمة، فلم يجد عليا في البيت، فقال: "أين ابن عمك؟" فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: "انظر أين هو؟" فجاء. فقال: يا رسول الله! هو في المسجد راقد. فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه؛ فأصابه تراب. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول: "قم، أبا التراب قم أبا التراب" ) : [ ص: 331 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 331 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن سهل بن سعد ، رضي الله عنهما، قال : استعمل على المدينة : رجل من آل مروان . قال : فدعا سهل بن سعد ، فأمره : أن يشتم عليا . قال : فأبى سهل . فقال : أما إذا أبيت، فقل : لعن الله أبا التراب . فقال سهل : ما كان لعلي ، رضي الله عنه ؛ اسم أحب إليه من "أبي التراب" . وإن كان ليفرح إذا دعي بها .

                                                                                                                              فقال له : أخبرنا عن قصته : لم سمي "أبا تراب ؟" قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بيت فاطمة ، رضي الله عنها ، فلم يجد عليا في البيت ، فقال : "أين ابن عمك ؟" . فقالت : كان بيني وبينه شيء، فغاضبني : فخرج ، فلم يقل عندي) بفتح الياء وكسر القاف : من "القيلولة" ، وهي النوم نصف النهار .

                                                                                                                              (فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لإنسان : "انظر ، أين هو؟" . فجاء ، فقال : يا رسول الله ! هو في المسجد راقد . فجاءه رسول الله صلى الله عليه وآله (وسلم ؛ وهو مضطجع ، قد سقط رداؤه عن شقه : فأصابه تراب . فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله [ ص: 332 ] (وسلم ؛ يمسحه عنه، ويقول : "قم ، أبا التراب! قم ، أبا التراب!") .

                                                                                                                              فيه : جواز النوم في المسجد، واستحباب ملاطفة الغضبان ، وممازحته ، والمشي إليه لاسترضائه.

                                                                                                                              وفيه : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : كناه بهذه الكنية ، المحبوبة إليه.




                                                                                                                              الخدمات العلمية