الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4362 باب ذكر عيسى ، عليه السلام

                                                                                                                              وقال النووي : (باب فضائل عيسى صلى الله عليه وسلم) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 119 ج15 المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث، منها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، في الأولى، والآخرة" .

                                                                                                                              قالوا: كيف؟ يا رسول الله! قال: "الأنبياء: إخوة من علات،
                                                                                                                              وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد. فليس بيننا نبي"
                                                                                                                              ) [ ص: 251 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 251 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ، رضي الله عنه: قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنا أولى الناس بعيسى بن مريم : في الأولى والآخرة) أي أخص به ، لما يأتي . وهذا كقوله سبحانه : إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه .

                                                                                                                              (قالوا : كيف يا رسول الله ؟! قال : الأنبياء إخوة من علات) بفتح العين وتشديد اللام (وأمهاتهم شتى) .

                                                                                                                              قال أهل العلم : "العلات" : هم الإخوة لأب ، من أمهات شتى .

                                                                                                                              وأما الإخوة من الأبوين ، فيقال لهم : "أولاد الأعيان" .

                                                                                                                              (ودينهم واحد) المراد به : أصول التوحيد ، وأصل طاعة الله تعالى "وإن اختلفت صفتها" .

                                                                                                                              (فليس بيننا نبي) . وفي رواية : "أنا أولى الناس بابن مريم : الأنبياء أولاد علات ، وليس بيني وبينه نبي" .

                                                                                                                              قال جمهور العلماء : معنى الحديث : أصل إيمانهم واحد، وشرائعهم مختلفة ، فإنهم متفقون في أصول التوحيد . وأما فروع الشرائع : فوقع فيها الاختلاف.




                                                                                                                              الخدمات العلمية