الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4329 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي، في: (الباب السابق).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 98، 99 جـ 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [حدثنا عاصم عن عبد الله بن سرجس قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزا ولحما أو قال: ثريدا، قال: فقلت له: أستغفر لك النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، ولك. ثم تلا هذه الآية [ ص: 78 ] واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات قال: ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى جمعا عليه خيلان كأمثال الثآليل ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عبد الله بن سرجس) رضي الله عنه: (قال: رأيت النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم، وأكلت معه: خبزا ولحما - أو قال: ثريدا - قال: فقلت له: أستغفر لك النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم؟ قال: نعم. ولك. ثم تلا هذه الآية: واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات .

                                                                                                                              قال: ثم درت خلفه، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، عند ناغض كتفه اليسرى). "ناغض": بالنون، والغين والضاد المعجمتين. والغين مكسورة.

                                                                                                                              قال الجمهور: النغض، والنغض، والناغض: أعلى الكتف. وقيل: هو العظم الرقيق، الذي على طرفه. وقيل: ما يظهر منه، عند التحرك.

                                                                                                                              (جمعا): بضم الجيم، وإسكان الميم. معناه: أنه "كجمع الكف". وهو صورته بعد أن تجمع الأصابع، وتضمها.

                                                                                                                              [ ص: 79 ] (عليه خيلان): بكسر الخاء، وإسكان الياء: (جمع خال).

                                                                                                                              وهو الشامة في الجسد.

                                                                                                                              (كأمثال الثآليل) جمع: "ثؤلول". قال في الفتح: قد وردت في صفة خاتم النبوة: أحاديث متقاربة؛ منها: عن جابر: "كأنه بيضة حمامة".

                                                                                                                              وفي رواية ابن حبان: "كبيضة نعامة". وقد تبين من رواية مسلم: أنها غلط، من بعض رواته.

                                                                                                                              وعند ابن حبان؛ من حديث ابن عمر: "مثل البندقة، من اللحم". وعند الترمذي: "كبضعة ناشزة، من اللحم". وعند قاسم بن ثابت؛ من حديث قرة بن إياس: "مثل السلعة".

                                                                                                                              وأما ما ورد، من أنها كانت: "كأثر المحجم"، و"كالشامة السوداء"، أو "الخضراء"، أو مكتوب عليها: "محمد رسول الله" أو "سر فأنت المنصور"، ونحو ذلك: فلم يثبت منها شيء.

                                                                                                                              وقد أطنب الحافظ: "قطب الدين"، في استيعابه، في "شرح السيرة". وتبعه مغلطائي، في "الزهر الباسم"، ولم يبين شيئا من [ ص: 80 ] حالها. والحق ما ذكرته. ولا تغتر بما وقع منها في "صحيح ابن حبان"، فإنه غفل حيث صحح ذلك. والله أعلم.

                                                                                                                              قال القرطبي: اتفقت الأحاديث الثابتة: على أن خاتم النبوة، كان شيئا بارزا، أحمر، عند كتفه الأيسر. قدره (إذا قلل): "قدر بيضة الحمامة". "وإذا كبر": "جمع اليد".

                                                                                                                              قال السهيلي: وضع خاتم النبوة، عند نغض كتفه، صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنه معصوم من وسوسة الشيطان. وذلك الموضع، منه يدخل الشيطان.




                                                                                                                              الخدمات العلمية