الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4299 باب طيب رائحة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ولين مسه

                                                                                                                              ونحوه في النووي.

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص86 جـ15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ ولا مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أنس بن مالك رضي الله عنه)؛ (قال: كان رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: أزهر اللون) هو الأبيض المستنير. وهي أحسن الألوان.

                                                                                                                              (كأن عرقه: اللؤلؤ). أي: في الصفاء والبياض. "واللؤلؤ": بهمز أوله وآخره، وبتركهما. وبهمز الأول دون الثاني، وعكسه.

                                                                                                                              (إذا مشى: تكفأ) بالهمز. وقد يترك همزه. وزعم كثيرون أن [ ص: 98 ] أكثر ما يروى بلا همز، وليس كما قالوا.

                                                                                                                              قال شمر: أي: مال يمينا وشمالا. كما تكفأ السفينة. قال الأزهري: هذا خطأ؛ لأن هذا صفة المختال. وإنما معناه: أن يميل إلى سننه، وقصد مشيه. كما قال في الرواية الأخرى: "كأنما ينحط في صبب". قال عياض: لا بعد فيما قاله "شمر"، إذا كان خلقة وجبلة. والمذموم منه: ما كان مستعملا مقصودا.

                                                                                                                              (ولا مسست ديباجة، ولا حريرة: ألين من كف رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم.

                                                                                                                              فيه: بيان لين كفه، ونعومة يده الشريفة. وأنها أعظم لينا: من الديباج والحرير، اللذين هما ألين الأشياء وأنعمها.

                                                                                                                              (وما شممت): بكسر الميم الأولى، على المشهور. وحكى أبو عبيد، وابن السكيت، والجوهري، وآخرون: فتحها.

                                                                                                                              (مسكة، ولا عنبرة: أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم).

                                                                                                                              فيه: بيان طيب ريحه، صلى الله عليه وآله وسلم. وهو مما أكرمه [ ص: 99 ] الله تعالى.

                                                                                                                              قال أهل العلم: كانت هذه الريح الطيبة صفته، صلى الله عليه وآله وسلم، وإن لم يمس طيبا. ومع هذا، فكان يستعمل الطيب، في كثير من الأوقات، مبالغة في طيب ريحه، لملاقاة الملائكة، وأخذ الوحي الكريم، ومجالسة المسلمين.




                                                                                                                              الخدمات العلمية