الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4284 باب: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أشد حياء من العذراء في خدرها

                                                                                                                              وقال النووي: ( باب كثرة حيائه، صلى الله عليه وآله وسلم).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص77، 78 جـ 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن قتادة قال: سمعت عبد الله بن أبي عتبة يقول: سمعت أبا سعيد الخدري يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه؛ (قال: كان رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: أشد حياء من العذراء، في خدرها).

                                                                                                                              "العذراء": البكر؛ لأن عذرتها باقية. وهي جلدة البكارة. "والخدر": ستر يجعل للبكر، في جنب البيت. فيه: فضيلة الحياء، وهو من شعب الإيمان، وهو خير كله. ولا [ ص: 96 ] يأتي إلا بخير. وهو محثوث عليه، ما لم ينته إلى الضعف والنخو.

                                                                                                                              قال في الفتح: هو من باب التتميم؛ لأن العذراء في الخلوة: يشتد حياؤها، أكثر مما تكون خارجة عنه، لكون الخلوة: مظنة وقوع الفعل بها. فالظاهر: أن المراد: تقييده بما إذا دخل عليها في خدرها، لا حيث تكون منفردة فيه.

                                                                                                                              ومحل وجود الحياء منه، "صلى الله عليه وآله وسلم": في غير حدود الله. ولهذا قال للذي اعترف بالزنا: "أنكتها"؟ لا يكني.

                                                                                                                              وأخرج البزار هذا الحديث، من حديث أنس. وزاد في آخره: "وكان يقول: الحياء خير كله". وأخرج من حديث ابن عباس؛ قال: "كان رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: يغتسل من وراء الحجرات. وما رأى أحد عورته قط". وإسناده حسن.

                                                                                                                              (وكان إذا كره شيئا: عرفناه في وجهه). أي: لا يتكلم به لحيائه، بل يتغير وجهه، فنفهم نحن كراهته. قاله النووي.

                                                                                                                              وعبارة الفتح: أنه لم يكن يواجه أحدا بما يكرهه، بل يتغير وجهه: [ ص: 97 ] فيفهم أصحابه كراهيته لذلك. انتهى.




                                                                                                                              الخدمات العلمية