الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5044 باب صلاة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، حتى انتفخت قدماه.

                                                                                                                              وقوله: أفلا أكون عبدا شكورا؟

                                                                                                                              وقال النووي: ( باب إكثار الأعمال، والاجتهاد في العبادة).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 162 جـ 17، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى حتى انتفخت قدماه، فقيل له: أتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: أفلا أكون عبدا شكورا ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن المغيرة بن شعبة) رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم: صلى، حتى انتفخت قدماه). وفي رواية: "حتى ورمت قدماه".

                                                                                                                              [ ص: 34 ] وفي حديث عائشة: "كان إذا صلى؛ قام حتى تفطرت رجلاه". أي: تشققت. قالوا: ومنه "فطر الصائم، وأفطره"؛ لأنه خرق صومه، وشقه.

                                                                                                                              (فقيل له: أتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك، وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدا شكورا؟") قال عياض: "الشكر": معرفة إحسان المحسن، والتحدث به. وسميت "المجازاة على فعل الجميل": "شكرا": لأنها تتضمن الثناء عليه. وشكر العبد لله تعالى: اعترافه بنعمه، وثناؤه عليها، وتمام مواظبته على طاعته.

                                                                                                                              وأما شكر الله تعالى أفعال عباده: فمجازاته إياهم عليها، وتضعيف ثوابها، وثناؤه بما أنعم به عليهم. فهو المعطي والمثني، سبحانه.

                                                                                                                              "والشكور" من أسمائه سبحانه وتعالى: بهذا المعنى. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية