3993 - ولا تحفرن بئرا تريد أخا بها فإنك فيها أنت من دونه تقع
كذاك الذي يبغي على الناس ظالما يصبه على رغم عواقب ما صنع
قال : " وهو مذهب الكوفيين ، وله وجه من القياس : وهو أن " الذي " أشبهت اسم الشرط في دخول الفاء في خبرها ، فتشبه اسم الشرط في الجزم أيضا . إلا أن دخول الفاء منقاس بشرطه ، وهذا لا ينقاس " .
ويقال : عشا يعشو ، وعشي يعشى . فبعضهم جعلهما بمعنى ، وبعضهم فرق : بأن عشي يعشى إذا حصلت الآفة من بصره ، وأصله الواو وإنما قلبت ياء لانكسار ما قبلها كرضي يرضى وعشا يعشو أي : تفاعل ذلك . ونظر نظر [ ص: 588 ] العشي ولا آفة ببصره ، كما قالوا : عرج لمن به آفة العرج ، وعرج لمن تعارج ، ومشى مشية العرجان . قال الشاعر :
3994 - أعشو إذا ما جارتي برزت حتى يواري جارتي الخدر
أي : أنظر نظر العشي . وقال آخر :
3995 - متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد
أي : تنظر نظر العشي لضعف بصره من كثرة الوقود . وفرق بعضهم : بأن عشوت إلى النار إذا استدللت عليها بنظر ضعيف وقيل : وقال : " عشا يعشى يعرض ، وعشي يعشى عمي " . إلا أن الفراء قال : " لم نر أحدا حكى عشوت عن الشيء : أعرضت عنه ، وإنما يقال : تعاشيت عن كذا إذا تغافلت عنه وتعاميت " . ابن قتيبة
وقرأ العامة " نقيض " بنون العظمة . وعلي بن أبي طالب والأعمش ويعقوب والسلمي وأبو عمرو في رواية عنهما " يقيض " بالياء من تحت [ ص: 589 ] أي : يقيض الرحمن . و " وعاصم شيطانا " نصب في القراءتين . " يقيض " مبنيا للمفعول ، " شيطان " بالرفع ، قائم مقام الفاعل . وابن عباس