الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (39) قوله : والقمر قدرناه : قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو برفعه ، والباقون بنصبه . فالرفع على الابتداء ، والنصب بإضمار فعل على الاشتغال ، والوجهان مستويان لتقدم جملة ذات وجهين ، وهي قوله : " والشمس تجري " فإن راعيت صدرها رفعت لتعطف جملة اسمية على مثلها ، وإن راعيت عجزها نصبت لتعطف فعلية على مثلها . وبهذه الآية يبطل قول الأخفش : إنه لا يجوز النصب في الاسم إلا إذا كان في جملة الاشتغال ضمير يعود على الاسم الذي تضمنته جملة ذات وجهين . قال : لأن المعطوف على الخبر خبر فلا بد من ضمير يعود على المبتدأ فيجوز : " زيد قام وعمرا أكرمته في داره " ، ولو لم يقل " في داره " لم يجز . ووجه الرد من هذه الآية أن أربعة من السبعة نصبوا ، وليس في جملة الاشتغال ضمير يعود على الشمس . وقد أجمع على النصب في قوله تعالى : والسماء رفعها بعد قوله : والنجم والشجر يسجدان .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " منازل " فيه أوجه ، أحدها : أنه مفعول ثان ; لأن " قدرنا " بمعنى صيرنا . الثاني : أنه حال ، ولا بد من حذف مضاف قبل " منازل " تقديره : ذا منازل . الثالث : أنه ظرف أي : قدرنا مسيره في منازل ، وتقدم نحوه أول يونس .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " كالعرجون " العامة على ضم العين والجيم . وفي وزنه وجهان ، أحدهما : أنه فعلول فنونه أصلية ، وهذا هو المرجح . والثاني : وهو قول [ ص: 271 ] الزجاج أن نونه مزيدة ، ووزنه فعلون ، مشتقا من الانعراج وهو الانعطاف ، وقرأ سليمان التيمي بكسر العين وفتح الجيم ، وهما لغتان كالبزيون والبزيون . والعرجون : عود العذق ما بين الشماريخ إلى منبته من النخلة . وهو تشبيه بديع ، شبه به القمر في ثلاثة أشياء : دقته واستقواسه واصفراره .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية