الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (12) قوله : ومن قبله كتاب موسى : العامة على كسر ميم " من " حرف جر . وهي مع مجرورها خبر مقدم . والجملة حالية أو خبر مستأنف .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الكلبي بنصب " الكتاب " تقديره : وأنزل من قبله كتاب موسى . وقرئ " ومن " بفتح الميم " كتاب موسى " بالنصب على أن " من " موصولة ، وهي مفعول أول لآتينا مقدرا . وكتاب موسى مفعوله الثاني . أي : وآتينا الذي قبله كتاب موسى .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " إماما ورحمة " حالان من " كتاب موسى " . وقيل : منصوبان بمقدر أي : أنزلناه إماما . ولا حاجة إليه . وعلى كونهما حالين هما منصوبان بما نصب به " من قبل " من الاستقرار .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " لسانا " حال من الضمير في " مصدق " . ويجوز أن يكون حالا من " كتاب " والعامل التنبيه ، أو معنى الإشارة و " عربيا " [صفة ] لـ " لسانا " ، وهو المسوغ لوقوع هذا الجامد حالا . [وجوز أبو البقاء ] أن يكون مفعولا به ناصبه [ ص: 666 ] " مصدق " . وعلى هذا تكون الإشارة إلى غير القرآن ; لأن المراد باللسان العربي القرآن وهو خلاف الظاهر . وقيل : هو على حذف مضاف أي : مصدق ذا لسان عربي ، وهو النبي صلى الله عليه وسلم . وقيل : هو على إسقاط حرف الجر أي : بلسان . وهو ضعيف .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " لينذر " متعلق بمصدق . و " بشرى " عطف على محله . تقديره : للإنذار وللبشرى ، ولما اختلف العلة والمعلول وصل العامل إليه باللام ، [وهذا فيمن قرأ بتاء الخطاب . فأما من قرأ بياء الغيبة . وقد تقدم ذلك في يس فإنهما متحدان . وقيل : بشرى ] عطف على لفظ " لتنذر " أي : فيكون مجرورا فقط . وقيل : هي مرفوعة على خبر ابتداء مضمر . تقديره : هي بشرى . وقيل : بل هي عطف على " مصدق " وقيل : هي منصوبة بفعل مقدر أي : وبشر بشرى . ونقل الشيخ وجه النصب عطفا على محل " لتنذر " عن الزمخشري وأبي البقاء . ثم قال : " وهذا لا يصح على الصحيح من مذاهب النحويين لأنهم يشترطون في الحمل على المحل أن يكون بحق الأصالة ، وأن يكون للموضع محرز ، وهنا المحل ليس بحق الأصالة ، إذ الأصل في المفعول [له ] الجر ، والنصب ناشئ عنه ، لكن لما كثر بالشروط المذكورة وصل إليه الفعل فنصبه " انتهى .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 667 ] قوله : " الأصل في المفعول له الجر بالحرف " ممنوع بدليل قول النحويين : إنه ينصب بشروط ذكروها . ثم يقولون : ويجوز جره بلام ، فقولهم " ويجوز " ظاهر في أنه فرع لا أصل .

                                                                                                                                                                                                                                      و " للمحسنين " متعلق بـ " بشرى " أو بمحذوف على أنه صفة لها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية