الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (70) قوله : إلا أنما أنا : العامة على فتح الهمزة " أنما " . وفيها وجهان ، أحدهما : أنها مع ما في حيزها في محل رفع لقيامها مقام الفاعل أي : ما يوحى إلي إلا الإنذار ، أو إلا كوني نذيرا مبينا . والثاني : أنها في محل نصب أو جر بعد إسقاط لام العلة . والقائم مقام الفاعل على هذا الجار والمجرور أي : ما يوحى إلي إلا للإنذار أو لكوني نذيرا . ويجوز أن يكون القائم مقام الفاعل على هذا ضمير ما يدل عليه السياق أي : ما يوحى إلي ذلك الشيء إلا للإنذار .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبو جعفر بالكسر ، وهي القائمة مقام الفاعل على سبيل الحكاية ، كأنه قيل : ما يوحى إلي إلا هذه الجملة المتضمنة لهذا الإخبار . وقال الزمخشري : " على الحكاية أي : إلا هذا القول وهو أن أقول لكم : إنما أنا نذير مبين ولا أدعي شيئا آخر " . قال الشيخ : " وفي تخريجه تعارض لأنه قال : إلا هذا القول ، فظاهره الجملة التي هي : أنما أنا نذير مبين . ثم قال : وهو أن أقول لكم إني نذير فالمقام مقام الفاعل هو أن أقول لكم ، وإني وما [ ص: 397 ] بعده في موضع نصب ، وعلى قوله : " إلا هذا القول " يكون في موضع رفع فتعارضا " . قلت : ولا تعارض البتة ; لأنه تفسير معنى في التقدير الثاني ، وفي الأول تفسير إعراب ، فلا تعارض .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية