الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (32) قوله : حب الخير : فيه أوجه ، أحدها : هو مفعول " أحببت " لأنه بمعنى آثرت ، و " عن " على هذا بمعنى على ، أي : على ذكر ربي ; لأنه يروى في التفسير - والله أعلم - أنه عرض الخيل حتى شغلته عن صلاة العصر أول الوقت حتى غربت الشمس . وقال الشيخ : " وكأنه منقول عن الفراء أنه ضمن أحببت معنى آثرت حتى نصب " حب الخير " مفعولا به . وفيه نظر ; لأنه متعد بنفسه ، وإنما يحتاج إلى التضمين إن لو لم يكن متعديا . الثاني : أن " حب " مصدر على حذف الزوائد . والناصب له " أحببت " . الثالث : أنه مصدر تشبيهي أي : حبا مثل حب الخير . الرابع : أنه قيل : ضمن معنى أنبت ، فلذلك تعدى بـ " عن " . الخامس : أن " أحببت " بمعنى لزمت . السادس : أن " أحببت " من أحب البعير إذا سقط وبرك من الإعياء . والمعنى : قعدت عن ذكر ربي ، فيكون " حب الخير " على هذا مفعولا من أجله .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " حتى توارت " في الفاعل وجهان ، أحدهما : هو " الصافنات " والمعنى : حتى دخلت اصطبلاتها فتوارت وغابت . والثاني : أنه للشمس أضمرت لدلالة السياق عليها . وقيل : لدلالة العشي عليها فإنها تشعر بها . وقيل : يدل عليها الإشراق في قصة داود . وما أبعده .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : " ذكر ربي " يجوز أن يكون مضافا للمفعول أي : عن أن أذكر [ ص: 377 ] ربي ، وأن يكون مضافا للفاعل أي : عن أن ذكرني ربي . وضمير المفعول في " ردوها " للصافنات . وقيل : للشمس ، وهو غريب جدا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية