الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (47) و : لا فيها غول : صفة أيضا . وبطل عمل " لا " وتكررت لتقدم خبرها . وقد تقدم أول البقرة فائدة تقديم مثل هذا الخبر ورد الشيخ له والبحث معه ، فعليك بالالتفات إليه .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " ينزفون " قرأ الأخوان " ينزفون " هنا وفي الواقعة بضم الياء وكسر الزاي . وافقهما عاصم على ما في الواقعة فقط . والباقون بضم الياء وفتح الزاي . وابن أبي إسحاق بالفتح والكسر . وطلحة بالفتح والضم . فالقراءة الأولى من أنزف الرجل إذا ذهب عقله من السكر فهو نزيف ومنزوف . وكان قياسه منزف كـ مكرم . ونزف الرجل الخمرة فأنزف هو ، ثلاثيه متعد ، ورباعيه بالهمزة قاصر ، وهو نحو : كبيته فأكب وقشعت الريح السحاب فأقشع أي : دخلا في الكب والقشع . وقال الأسود :


                                                                                                                                                                                                                                      3797 - لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم لبئس الندامى أنتم آل أبجرا



                                                                                                                                                                                                                                      ويقال : أنزف أيضا أي : نفد شرابه . وأما الثانية فمن نزف الرجل ثلاثيا [ ص: 306 ] مبنيا للمفعول بمعنى : سكر وذهب عقله أيضا . ويجوز أن تكون هذه القراءة من أنزف أيضا بالمعنى المتقدم . وقيل : هو من قولهم : نزفت الركية أي : نزحت ماءها . والمعنى : أنهم لا تذهب خمورهم بل هي باقية أبدا . وضمن " ينزفون " معنى يصدون عنها بسبب النزيف . وأما القراءتان الأخيرتان فيقال : نزف الرجل ونزف بالكسر والضم بمعنى : ذهب عقله بالسكر .

                                                                                                                                                                                                                                      والغول : كل ما اغتالك أي : أهلكك . ومنه الغول بالضم : شيء توهمته العرب . ولها فيه أشعار كالعنقاء يقال : غالني كذا . ومنه الغيلة في القتل والرضاع قال :


                                                                                                                                                                                                                                      3798 - مضى أولونا ناعمين بعيشهم     جميعا وغالتني بمكة غول



                                                                                                                                                                                                                                      وقال آخر :


                                                                                                                                                                                                                                      وما زالت الخمر تغتالنا     وتذهب بالأول الأول



                                                                                                                                                                                                                                      فالغول اسم عام لجميع الأذى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية