الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (8) قوله : لا يسمعون : قرأ الأخوان وحفص بتشديد [ ص: 293 ] السين والميم . والأصل : يتسمعون فأدغم . والباقون بالتخفيف فيهما . واختار أبو عبيد الأولى وقال : " لو كان مخففا لم يتعد بـ " إلى " . وأجيب عنه : بأن معنى الكلام : لا يصغون إلى الملأ . وقال مكي : " لأنه جرى مجرى مطاوعه وهو يتسمعون ، فكما كان تسمع يتعدى بـ " إلى " تعدى سمع بـ " إلى " وفعلت وافتعلت في التعدي سواء ، فتسمع مطاوع سمع ، واستمع أيضا مطاوع سمع فتعدى سمع تعدي مطاوعه " .

                                                                                                                                                                                                                                      وهذه الجملة منقطعة عما قبلها ، ولا يجوز فيها أن تكون صفة لشيطان على المعنى ; إذ يصير التقدير : من كل شيطان مارد غير سامع أو مستمع . وهو فاسد . ولا يجوز أيضا أن تكون جوابا لسؤال سائل : لم تحفظ من الشياطين ؟ إذ يفسد معنى ذلك . وقال بعضهم : أصل الكلام : لئلا يسمعوا ، فحذفت اللام ، وأن ، فارتفع الفعل . وفيه تعسف . وقد وهم أبو البقاء فجوز أن تكون صفة ، وأن تكون حالا ، وأن تكون مستأنفة ، فالأولان ظاهرا الفساد ، والثالث إن عنى به الاستئناف البياني فهو فاسد أيضا ، وإن أراد الانقطاع على ما قدمته فهو صحيح .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية