الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (24) قوله : فلما رأوه عارضا : في هاء " رأوه " قولان ، أحدهما : أنه عائد على " ما تعدنا " . والثاني : أنه ضمير مبهم يفسره " عارضا " : إما تمييزا أو حالا ، قالهما الزمخشري . ورده الشيخ : بأن التمييز المفسر للضمير محصور في باب : رب وفي نعم وبئس ، وبأن الحال لم يعهدوها أن توضح الضمير قبلها ، وأن النحويين لا يعرفون ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 674 ] قوله : " مستقبل أوديتهم " صفة لـ " عارضا " وإضافته غير محضة ، فمن ثم ساغ أن يكون نعتا لنكرة وكذلك " ممطرنا " وقع نعتا لـ " عارض " ومثله :


                                                                                                                                                                                                                                      4043 - يا رب غابطنا لو كان يطلبكم لاقى مباعدة منكم وحرمانا



                                                                                                                                                                                                                                      والعارض : المعترض من السحاب في الجو . قال :


                                                                                                                                                                                                                                      4044 - يا من رأى عارضا أرقت له     بين ذراعي وجبهة الأسد



                                                                                                                                                                                                                                      وقد تقدم : أن أودية جمع " واد " ، وأن أفعلة شذت جمعا لـ فاعل في ألفاظ : كواد وأودية ، وناد وأندية ، وجائز وأجوزة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " ريح " يجوز أن يكون خبر مبتدأ مضمر أي : هو ريح . ويجوز أن يكون بدلا من " هو " . وقرئ " ما استعجلتم " مبنيا للمفعول " و فيها عذاب " صفة لـ " ريح " وكذلك " تدمر " . وقرئ "يدمر كل شيء" بالياء من تحت وسكون الدال وضم الميم " كل " بالرفع على الفاعلية أي : يهلك كل شيء . وزيد بن علي كذلك إلا أنه بالتاء من فوق ونصب " كل " ، والفاعل ضمير الريح ، وعلى هذا فيكون دمر الثلاثي لازما ومتعديا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 675 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية