الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (75) قوله : أن تسجد : قد يستدل به من يرى أن " لا " في ألا تسجد في السورة الأخرى زائدة ; حيث سقطت هنا والقصة واحدة . وقوله : " لما خلقت " قد يستدل به من يرى جواز وقوع " ما " على العاقل ; لأن المراد به آدم . وقيل : لا دليل فيه ; لأنه كان فخارا غير جسم حساس فأشير إليه في تلك الحال . وقيل : " ما " مصدرية والمصدر غير مراد ، فيكون واقعا موقع المفعول به أي : لمخلوقي .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الجحدري " لما " بتشديد الميم وفتح اللام ، وهي " لما " الظرفية عند الفارسي ، وحرف وجوب لوجوب عند سيبويه . والمسجود له على هذا غير مذكور أي : ما منعك من السجود لما خلقت أي : حين خلقت لمن أمرتك بالسجود له . وقرئ " بيدي " بكسر الياء كقراءة حمزة " بمصرخي " وقد تقدم ما فيها . وقرئ " بيدي " بالإفراد .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " أستكبرت " قرأ العامة بهمزة الاستفهام وهو استفهام توبيخ وإنكار . و " أم " متصلة هنا . هذا قول جمهور النحويين . ونقل ابن عطية عن بعض النحويين أنها لا تكون معادلة للألف مع اختلاف الفعلين ، وإنما تكون معادلة إذا دخلتا على فعل واحد كقولك : أقام زيد أم عمرو ، وأزيد قام أم عمرو ؟ وإذا اختلف الفعلان كهذه الآية فليست معادلة . وهذا الذي حكاه عن [ ص: 399 ] بعض النحويين مذهب فاسد ، بل جمهور النحاة على خلافه قال سيبويه : " وتقول : " أضربت زيدا أم قتلته ؟ " فالبدء هنا بالفعل أحسن ; لأنك إنما تسأل عن أحدهما لا تدري أيهما كان ؟ ولا تسأل عن موضع أحدهما كأنك قلت : أي ذلك كان " انتهى . فعادل بها الألف مع اختلاف الفعلين .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ جماعة - منهم ابن كثير ، وليست مشهورة عنه - " استكبرت " بألف الوصل ، فاحتملت وجهين ، أحدهما : أن يكون الاستفهام مرادا يدل عليه " أم " كقوله :


                                                                                                                                                                                                                                      3879 - ... ... ... ... بسبع رمين الجمر أم بثمان



                                                                                                                                                                                                                                      وقول الآخر :


                                                                                                                                                                                                                                      3880 - تروح من الحي أم تبتكر      ... ... ... ...



                                                                                                                                                                                                                                      فتتفق القراءتان في المعنى ، واحتمل أن يكون خبرا محضا ، وعلى هذا فأم منقطعة لعدم شرطها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية