الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (47) قوله : وإذ يتحاجون : في العامل في " إذ " ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه معطوف على " غدوا " فيكون معمولا لـ " يعرضون " أي : يعرضون على النار في هذه الأوقات كلها ، قاله أبو البقاء . والثاني : أنه معطوف على قوله إذ القلوب لدى الحناجر قاله الطبري . وفيه نظر لبعد ما بينهما ، ولأن الظاهر عود الضمير من " يتحاجون " على آل فرعون . الثالث : أنه منصوب بإضمار " اذكر " وهو واضح .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " تبعا " فيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه اسم جمع لتابع ، ونحوه : خادم وخدم ، وغائب ، وغيب ، وأديم وأدم . والثاني : أنه مصدر واقع موقع اسم الفاعل أي : تابعين . والثالث : أنه مصدر أيضا ، ولكن على حذف مضاف أي : ذوي تبع .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " نصيبا " فيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أن ينتصب بفعل مقدر يدل عليه [ ص: 487 ] قوله " مغنون " تقديره : هل أنتم دافعون عنا نصيبا . الثاني : أن يضمن " مغنون " معنى حاملين . الثالث : أن ينتصب على المصدر . قال أبو البقاء : " كما كان " شيء " كذلك ، ألا ترى إلى قوله " لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا " فـ " شيئا " في موضع غناء ، فكذلك " نصيبا " . و " من النار " صفة لـ " نصيبا " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية