الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (102) قوله : فلما بلغ معه : " معه " متعلق بمحذوف على سبيل البيان كأن قائلا قال : مع من بلغ السعي ؟ فقيل : مع أبيه . ولا يجوز تعلقه بـ " بلغ " لأنه يقتضي بلوغهما معا حد السعي . ولا يجوز تعلقه بالسعي ; لأن صلة المصدر لا تتقدم عليه فتعين ما تقدم . قال معناه الزمخشري . ومن يتسع في الظرف يجوز تعلقه بالسعي .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " ماذا ترى " يجوز أن تكون " ماذا " مركبة مغلبا فيها الاستفهام فتكون منصوبة بـ " ترى " ، وهي وما بعدها في محل نصب بـ " انظر " لأنها معلقة له ، وأن تكون " ما " استفهامية ، و " ذا " موصولة ، فتكون مبتدأ وخبرا ، والجملة معلقة أيضا ، وأن تكون " ماذا " بمعنى الذي فتكون معمولا لـ " انظر " . وقرأ الأخوان " تري " بالضم والكسر . والمفعولان محذوفان ، أي : تريني إياه من صبرك واحتمالك .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 323 ] وباقي السبعة " ترى " بفتحتين من الرأي . وقرأ الأعمش والضحاك " ترى " بالضم والفتح بمعنى : ما يخيل إليك ويسنح بخاطرك ؟

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : " ما تؤمر " يجوز أن تكون " ما " بمعنى الذي ، والعائد مقدر أي : تؤمره ، والأصل : تؤمر به ، ولكن حذف الجار مطرد ، فلم يحذف العائد إلا وهو منصوب المحل ، فليس حذفه هنا كحذفه في قولك : " جاء الذي مررت " . وأن تكون مصدرية . قال الزمخشري : " أو أمرك ، على إضافة المصدر للمفعول وتسمية المأمور به أمرا " يعني بقوله المفعول أي : الذي لم يسم فاعله ، إلا أن في تقدير المصدر بفعل مبني للمفعول خلافا مشهورا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية