الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (68) قوله : في الصور : العامة على سكون الواو ، وزيد بن علي وقتادة بفتحها جمع " صورة " . وهذه ترد قول ابن عطية أن الصور هنا يتعين أن يكون القرن . ولا يجوز أن يكون جمع صورة . وقرئ " فصعق " مبنيا للمفعول ، وهو مأخوذ من قولهم : صعقتهم الصاعقة . يقال : صعقه الله فصعق .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 445 ] إلا من شاء الله متصل والمستثنى : إما جبريل وميكائيل وإسرافيل ، وإما رضوان والحور والزبانية ، وإما الباري تعالى قاله الحسن . وفيه نظر من حيث قوله : من في السماوات ومن في الأرض فإنه تعالى لا يتحيز . فعلى هذا يتعين أن يكون منقطعا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : ثم نفخ فيه أخرى يجوز أن تكون " أخرى " هي القائمة مقام الفاعل ، وهي في الأصل صفة لمصدر محذوف أي : نفخ فيه نفخة أخرى ، ويؤيده التصريح بذلك في قوله فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة فصرح بإقامة المصدر . ويجوز أن يكون القائم مقامه الجار ، و " أخرى " منصوبة على ما تقدم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : فإذا هم قيام العامة على رفع " قيام " خبرا . وزيد بن علي نصبه حالا وفيه حينئذ أوجه ، أحدهما : أن الخبر " ينظرون " وهو العامل في هذه الحال أي : فإذا هم ينظرون قياما . والثاني : أن العامل في الحال ما عمل في " إذا " الفجائية إذا كانت ظرفا . فإن كانت مكانية - كما قال سيبويه - فالتقدير : فبالحضرة هم قياما . وإن كانت زمانية كقول الرماني ففي ذلك الزمان هم قياما ، أي : وجودهم . وإنما احتيج إلى تقدير مضاف في هذا الوجه لأنه [ ص: 446 ] لا يخبر بالزمان عن الجثث . الثالث : أن الخبر محذوف هو العامل في الحال أي : فإذا هم مبعوثون ، أو مجموعون قياما . وإذا جعلنا الفجائية حرفا - كقول بعضهم - فالعامل في الحال : إما " ينظرون " ، وإما الخبر المقدر كما تقدم تحقيقهما .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية