الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (45) قوله : كالمهل : يجوز أن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون خبر مبتدأ مضمر أي : هو كالمهل . ولا يجوز أن يكون حالا من " طعام الأثيم " . قال أبو البقاء : " لأنه لا عامل إذ ذاك " . وفيه نظر ; لأنه يجوز أن يكون حالا ، والعامل فيه معنى التشبيه ، كقولك : زيد أخوك شجاعا .

                                                                                                                                                                                                                                      والأثيم صفة مبالغة . ويقال : الأثوم كالصبور والشكور . والمهل : قيل دردي الزيت . وقيل عكر القطران . وقيل : ما أذيب من ذهب أو فضة . وقيل : [ ص: 628 ] ما أذيب منهما ومن كل ما في معناهما من المنطبعات كالحديد والنحاس والرصاص . والمهل بالفتح : التؤدة والرفق . ومنه فمهل الكافرين . وقرأ الحسن " كالمهل " بفتح الميم فقط ، وهي لغة في المهل بالضم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " يغلي " قرأ ابن كثير وحفص بالياء من تحت . والفاعل ضمير يعود على طعام . وجوز أبو البقاء أن يعود على الزقوم . وقيل : يعود على المهل نفسه ، و " يغلي " حال من الضمير المستتر في الجار أي : مشبها المهل غاليا . ويجوز أن يكون حالا من المهل نفسه . وجوز أبو البقاء أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي : هو يغلي أي : الزقوم أو الطعام . والباقون " تغلي " بالتاء من فوق ، على أن الفاعل ضمير الشجرة ، والجملة خبر ثان أو حال على رأي ، أو خبر مبتدأ مضمر أي : هي تغلي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية