الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال : ( وكذا قوله لعمر الله وأيم الله ) لأن عمر الله بقاء الله ، وأيم الله معناه أيمن الله وهو جمع يمين ، وقيل معناه والله وأيم صلة كالواو ، والحلف باللفظين متعارف .

التالي السابق


( قوله : وكذا قوله : لعمر الله وأيم الله ) يعني يكون حالفا كما هو حالف في أقسم بالله وأخواته ; لأن عمر الله بقاؤه ، وفيه ضم العين وفتحها إلا أنه لا يستعمل المضموم في القسم ولا يلحق المفتوحة الواو في الخط ، بخلاف عمرو العلم فإنها ألحقت للفرق بينه وبين عمر ، والبقاء من صفة الذات على ما مر من قاعدته وهو أن يوصف به لا بضده ، فكأنه قال : وبقاء الله كقدرة الله وكبريائه ، وإذا أدخل عليه اللام رفع على الابتداء وحذف الخبر : أي لعمر الله قسمي ، وإن لم تدخله اللام نصب نصب المصادر فتقول عمر الله ما فعلت ويكون على حذف حرف القسم كما في الله لأفعلن ، وأما قولهم : عمرك الله ما فعلت فمعناه بإقرارك له بالبقاء ، وينبغي أن لا ينعقد يمينا ; لأنه حلف بفعل المخاطب وهو إقراره واعتقاده ، وأما أيم الله فمعناه أيمن الله وهو جمع يمين على قول الأكثر فخفف بالحذف حتى صار أيم الله ثم خفف أيضا فقيل : م الله لأفعلن كذا فيكون ميما واحدة ، وبهذا نفى سيبويه أن يكون جمعا ; لأن الجمع لا يبقى على حرف واحد ، ويقال من الله بضم الميم والنون وفتحهما وكسرهما وهمزة أيمن بالقطع ، وإنما وصلت في الوصل تخفيفا لكثرة الاستعمال ، ومذهب سيبويه أنها همزة وصل اجتلبت ليمكن بها كالرمل كهمزة ابن وامرئ من الأسماء الساكنة الأوائل ، وإنما كان كل منهما يمينا ; لأن الحلف بهما متعارف ، قال تعالى { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون } وقال صلى الله عليه وسلم في حديث إمارة أسامة بن زيد حين طعن بعض الناس في إمارته { إن كنتم تطعنون في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل ، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة } الحديث في البخاري .




الخدمات العلمية