الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( وإن حلف لا يأكل الطبيخ فهو على ما يطبخ من اللحم ) وهذا استحسان اعتبارا للعرف ، وهذا لأن التعميم متعذر فيصرف إلى خاص هو متعارف وهو اللحم المطبوخ بالماء إلا إذا نوى غير ذلك لأن فيه تشديدا ، وإن أكل من مرقه يحنث لما فيه من أجزاء اللحم ولأنه يسمى طبيخا .

التالي السابق


( قوله ولو حلف لا يأكل الطبيخ فهو على ما يطبخ من اللحم ) يعني بالماء حتى إن ما يتخذ قلية من اللحم لا يسمى طبيخا فلا يحنث به ، وهذا استحسان بالعرف لأن التعميم متعذر لأن الدواء مما يطبخ ، وكذا الفول الذي يسمى في عرفنا الفول الحار ، ولا يقال لآكله آكل طبيخا فينصرف إلى خاص هو أخص الخصوص وهو اللحم المطبوخ بمرق وهو متعارف ، إلا أن ينوي غيره من الباذنجان مما يطبخ فيحنث به ، وهذا يقتضي أن لا يحنث بالأرز المطبوخ بلا لحم . وفي الخلاصة : يحنث بالأرز إذا طبخ بودك فإنه يسمى طبيخا ، بخلاف ما لو طبخ بزيت أو سمن .

قال ابن سماعة : الطبيخ يقع على الشحم أيضا ، ولا شك أن اللحم بالماء طبيخ ، وإنما الكلام في أنه هو المتعارف الظاهر أنه لا يختص به ، ولو أكل من مرق اللحم حنث . قال المصنف : لما فيه من أجزاء اللحم ، وهذا يقتضي أن من حلف لا يأكل لحما فأكل المرق الذي طبخ فيه اللحم حنث ، وقدمناه من المنقول خلافه . والوجه ما ذكره ثانيا من قوله ولأنه يسمى طبيخا : يعني في العرف ، بخلاف مرق اللحم فإنه لا يسمى لحما في العرف .




الخدمات العلمية