الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[خروج سيدنا الحسين رضي الله عنه إلى العراق]

فأما ابن الزبير ... فلم يبايع ولا دعا إلى نفسه، وأما الحسين ... فكان أهل الكوفة يكتبون إليه يدعونه إلى الخروج إليهم زمن معاوية وهو يأبى، فلما بويع يزيد ... أقام على ما هو مهموما يجمع الإقامة مرة، ويريد المسير إليهم أخرى، فأشار عليه ابن الزبير بالخروج، وكان ابن عباس يقول له: (لا تفعل).

وقال له ابن عمر: (لا تخرج؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، وإنك بضعة منه ولا تنالها - يعني: الدنيا - فاعتنقه وبكى وودعه، فكان ابن عمر يقول: غلبنا حسين بالخروج، ولعمري؛ لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة).

وكلمه في ذلك أيضا جابر بن عبد الله، وأبو سعيد، وأبو واقد الليثي وغيرهم، فلم يطع أحدا منهم، وصمم على المسير إلى العراق، فقال له ابن عباس: (والله؛ إني لأظنك ستقتل بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان) فلم يقبل منه، فبكى ابن عباس، وقال: (أقررت عين ابن الزبير).

ولما رأى ابن عباس عبد الله بن الزبير ... قال له: (قد أتى ما أحببت؛ هذا [ ص: 341 ] الحسين يخرج ويتركك والحجاز) ثم تمثل:


يا لك من قنبرة بمعمر خلا لك الجو فبيضي واصفري     ونقري ما شئت أن تنقري



التالي السابق


الخدمات العلمية