الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[عهد المتوكل وقتل ولده له ]

كان المتوكل بايع بولاية العهد لابنه : المنتصر ، ثم المعتز ، ثم المؤيد ، ثم إنه أراد أن يقدم المعتز لمحبته لأمه ، فسأل المنتصر أن ينزل عن العهد فأبى ، [ ص: 544 ] فكان يحضره مجلس العامة ويحط منزلته ، ويتهدده ويشتمه ويتوعده ، واتفق أن الترك انحرفوا عن المتوكل لأمور ، فاتفق الأتراك مع المنتصر على قتل أبيه ، فدخل عليه خمسة وهو في جوف الليل في مجلس لهوه ، فقتلوه هو ووزيره الفتح بن خاقان; وذلك في خامس شوال ، سنة سبع وأربعين ومائتين .

ورئي في النوم ، فقيل له : (ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي بقليل من السنة أحييتها ) .

ولما قتل . . . رثته الشعراء ، ومن ذلك قول يزيد المهلبي :


جاءت منيته والعين هاجعة هلا أتته المنايا والقنا قصد     خليفة لم ينل ما ناله أحد
ولم يصع مثله روح ولا جسد

التالي السابق


الخدمات العلمية