الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[من خطب سيدنا عمر ونهجه في ذلك]

وقال عدي بن الفضل: (سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب فقال: اتقوا الله أيها الناس، وأجملوا في الطلب؛ فإنه إن كان لأحدكم رزق في رأس جبل، أو حضيض أرض؛ يأته).

وقال أزهر: (رأيت عمر بن عبد العزيز يخطب الناس وعليه قميص مرقوع).

وقال عبد الله بن العلاء: (سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب في الجمع بخطبة واحدة يرددها، يفتتحها بسبع كلمات: الحمد لله نحمده، ونستعينه [ ص: 392 ] ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله... فلا مضل له، ومن يضلل... فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، من يطع الله ورسوله... فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله... فقد غوى.

ثم يوصي بتقوى الله، ويتكلم، ثم يختم خطبته الأخيرة بقراءة هؤلاء الآيات: { يا عبادي الذين أسرفوا } إلى تمام العشر.

وقال حاجب بن خليفة البرجمي: (شهدت عمر بن عبد العزيز يخطب وهو خليفة، فقال في خطبته: ألا إن ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه... فهو دين نأخذ به، وننتهي إليه، وما سن سواهما... فإنا نرجئه).

أسند جميع ما قدمته أبو نعيم في «الحلية».

وأخرج ابن عساكر عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: (دخلنا على عمر بن عبد العزيز يوم العيد - والناس يسلمون عليه - ويقولون: تقبل الله منا ومنك يا أمير المؤمنين، فيرد عليهم ولا ينكر عليهم).

قلت: هذا أصل حسن للتهنئة بالعيد والعام والشهر.

التالي السابق


الخدمات العلمية