الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[الخليفة الرشيد والشعر ]

وأسند عن معاوية بن صالح ، عن أبيه قال : أول شعر قاله الرشيد : أنه حج سنة ولي الخلافة ، فدخل دارا; فإذا في صدر بيت منها بيت من شعر قد كتب على حائط :


ألا يا أمير المؤمنين أما ترى فديتك هجران الحبيب كبيرا

فدعا بدواة ، وكتب تحته بخطه :


بلى والهدايا المشعرات وما مشى     بمكة مرقوع الأظل حسيرا

وأخرج عن سعيد بن سلم قال : كان فهم الرشيد فهم العلماء ، أنشده العماني في صفة فرس :


كأن أذنيه إذا تشوفا     قادمة أو قلما محرفا

فقال الرشيد : دع (كأن ) وقل : (تخال أذنيه ) حتى يستوي الشعر .

وأخرج عن عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع قال : حلف الرشيد ألا يدخل [ ص: 467 ] إلى جارية له أياما ، وكان يحبها ، فمضت الأيام ولم تسترضه ، فقال :


صد عني إذ رآني مفتتن     وأطال الصبر لما أن فطن
كان مملوكي فأضحى مالكي     إن هذا من أعاجيب الزمن

ثم أحضر أبا العتاهية ، فقال : أجزهما ، فقال :


عزة الحب أرته ذلتي     في هواه وله وجه حسن
فلهذا صرت مملوكا له     ولهذا شاع ما بي وعلن

التالي السابق


الخدمات العلمية