الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[تغلب شيخ على السلطنة وخلع المستعين ثم موته]

ولما وصل المستعين إلى مصر... سكن القلعة، وسكن شيخ الإصطبل، وفوض إليه المستعين تدبير المملكة بالديار المصرية، ولقب: نظام الملك.

فكانت الأمراء إذا فرغوا من الخدمة بالقصر... نزلوا في خدمة الشيخ إلى الإصطبل، فأعيدت الخدمة عنده، ويقع عنده الإبرام والنقض.

ثم يتوجه دواداره إلى المستعين فيعلم على المناشير والتواقيع، ثم إنه تقدم إليه بألا يمكن الخليفة من كتابة العلامة إلا بعد عرضها عليه، فاستوحش الخليفة، وضاق صدره، وكثر قلقه.

فلما كان في شعبان... سأل شيخ الخليفة: أن يفوض إليه السلطنة على العادة، فأجاب بشرط أن ينزل من القلعة إلى بيته، فلم يوافقه شيخ على ذلك، وتغلب على السلطنة، وتلقب: بالمؤيد، وصرح بخلع المستعين.

[ ص: 768 ] وبايع بالخلافة أخاه داود، ونقل المستعين من القصر إلى دار من دور القلعة ومعه أهله، ووكل به من يمنعه من الاجتماع بالناس، فبلغ ذلك نوروزا نائب الشام، فجمع القضاة والعلماء واستفتاهم عما صنعه المؤيد من خلع الخليفة وحصره، فأفتوه بأن ذلك لا يجوز، فأجمع على قتال المؤيد، فخرج إليه المؤيد في سنة سبع عشرة وثمانمائة، وسير المستعين إلى الإسكندرية فاعتقل بها إلى أن تولى ططر، فأطلقه وأذن له في المجيء إلى القاهرة، فاختار سكنى الإسكندرية ; لأنه استطابها وحصل له مال كثير من التجارة، فاستمر إلى أن مات بها شهيدا بالطاعون في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين.

التالي السابق


الخدمات العلمية