الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[عزاؤه بابن المبارك وكرمه وأعطياته ]

ومن محاسنه : أنه لما بلغه موت ابن المبارك . . . جلس للعزاء ، وأمر الأعيان أن يعزوه في ابن المبارك .

قال نفطويه : (كان الرشيد يقتفي آثار جده أبي جعفر إلا في الحرص; فإنه لم ير خليفة قبله أعطى منه ، أعطى مرة سفيان بن عيينة مائة ألف ، وأجاز إسحاق [ ص: 459 ] الموصلي مرة بمائتي ألف ، وأجاز مروان بن أبي حفصة مرة على قصيدة خمسة آلاف دينار وخلعة وفرسا من مراكبه ، وعشرة من رقيق الروم ) .

وقال الأصمعي : (قال لي الرشيد : يا أصمعي; ما أغفلك عنا وأجفاك لنا ! قلت : والله يا أمير المؤمنين; ما ألاقتني بلاد بعدك حتى أتيتك ، فسكت ، فلما تفرق الناس . . . قال : ما ألاقتني ؟ قلت :


كفاك كف ما تليق بدرهم جودا وأخرى تعط بالسيف الدما

فقال : أحسنت ، وهكذا فكن ، وقرنا في الملأ ، وعلمنا في الخلاء ، وأمر لي بخمسة آلاف دينار ) .

وفي «مروج المسعودي» قال : رام الرشيد أن يوصل ما بين بحر الروم وبحر القلزم مما يلي الفرما ، فقال له يحيى بن خالد البرمكي : كان يختطف الروم الناس من المسجد الحرام ، وتدخل مراكبهم إلى الحجاز ؟ ! فتركه .

التالي السابق


الخدمات العلمية