الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[استيلاء المعز وسمل المستكفي]

ثم إن معز الدولة قوي أمره، وحجر على الخليفة، وقرر له كل يوم برسم النفقة خمسة آلاف درهم فقط، وهو أول من ملك العراق من الديلم، وأول من أظهر السعاة ببغداد، وأغوى المصارعين والسباحين، فانهمك شباب بغداد في تعلم المصارعة والسباحة، حتى صار السباح يسبح وعلى يده كانون فوقه قدرة، فيسبح حتى ينضج اللحم.

ثم إن معز الدولة تخيل من المستكفي، فدخل عليه في جمادى الآخرة، سنة أربع وثلاثين، فوقف والناس وقوف على مراتبهم، فتقدم اثنان من الديلم إلى [ ص: 614 ] الخليفة، فمد يده إليهما؛ ظنا أنهما يريدان تقبيلها، فجذباه من السرير وطرحاه إلى الأرض، وجراه بعمامته، وهجم الديلم دار الخلافة إلى الحرم ونهبوها، فلم يبق فيها شيء، ومضى معز الدولة إلى منزله، وساقوا المستكفي ماشيا إليه، وخلع وسملت عيناه يومئذ، وكانت خلافته سنة وأربعة أشهر.

وأحضروا الفضل بن المقتدر وبايعوه، ثم قدموا ابن عمه المستكفي، فسلم عليه بالخلافة، وأشهد على نفسه بالخلع، ثم سجن إلى أن مات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وله ست وأربعون سنة، ، وكان يتظاهر بالتشيع.

التالي السابق


الخدمات العلمية