الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 769 ] خلافة المعتضد بالله

[815 - 845 هـ]

أبو الفتح داود بن المتوكل، أمه أم ولد تركية، اسمها: كزل.

بويع بالخلافة بعد خلع أخيه سنة خمس عشرة، والسلطان المؤيد، فاستمر إلى أن مات في محرم، سنة أربع وعشرين، فقلد السلطنة ابنه أحمد، ولقب: المظفر، وجعل نظامه ططر.

ثم قبض ططر عليه في شعبان، فقلده الخليفة السلطنة، ولقب: الظاهر، ثم مات ططر من عامه، في ذي الحجة، فقلد ابنه محمدا ولقب: الصالح، وجعل نظامه برسباي.

ثم وثب برسباي على الصالح فخلعه، وقلده الخليفة السلطنة في ربيع الآخر، سنة خمس وعشرين وثمانمائة، فاستمر إلى أن مات في ذي الحجة، سنة إحدى وأربعين، فقلد ابنه يوسف، ولقب: العزيز، وجعل جقمق نظامه.

فوثب جقمق على العزيز، وقبض عليه في ربيع الأول، سنة اثنتين وأربعين، فقلده الخليفة ولقب الظاهر، فمات الخليفة في أيامه.

وكان المعتضد من سروات الخلفاء، نبيلا ذكيا فطنا، يجالسه العلماء والفضلاء، ويستفيد منهم ويشاركهم فيما هم فيه، جوادا سمحا إلى الغاية.

مات في يوم الأحد رابع ربيع الأول، سنة خمس وأربعين وثمانمائة، وقد قارب السبعين، قاله ابن حجر.

[ ص: 770 ] وأخبرتني ابنة أخيه: (أنه عاش ثلاثا وستين).

التالي السابق


الخدمات العلمية