الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
13 - أنبأ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل ، ومحمد بن يعقوب بن يوسف ، قالا : ثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود ، ثنا يونس بن محمد المؤدب ، ثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن يحيى بن يعمر ، قال : قلت لابن عمر : يا أبا عبد الرحمن إن قوما يزعمون أن ليس قدر ، قال : هل عندنا منهم أحد ؟ ، قلت : لا ، قال : فأبلغهم عني إذا لقيتهم أن ابن عمر بريء إلى الله عز وجل منكم وأنتم منه براء ، سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس إذ جاء رجل ليس عليه سحناء السفر ، وليس من أهل البلد فتخطى حتى ورك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجلس الرجل في الصلاة ثم وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد ما الإسلام ؟ ، قال : " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأن تقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتحج وتعتمر ، وتغتسل من الجنابة ، وتتم الوضوء ، وتصوم رمضان " ، قال : فإن فعلت هذا فأنا مسلم ؟ ، قال : " نعم " قال : صدقت ، قال : يا محمد ما الإيمان ؟ قال : " الإيمان أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وتؤمن بالجنة ، والنار ، والميزان ، وتؤمن بالبعث بعد الموت ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " ، قال : فإذا فعلت هذا فأنا مؤمن ؟ قال : " نعم " ، قال : صدقت ، قال : يا محمد ما الإحسان ؟ ، قال : " أن تعمل لله كأنك تراه ، فإنك إن لا تراه فإنه يراك " ، قال : فإذا فعلت هذا فأنا محسن ؟ قال : " نعم " ، قال : صدقت ، قال : فمتى الساعة ؟ قال : " سبحان الله ، ما المسئول بأعلم من السائل " ، قال : " إن شئت أنبأتك بأشراطها " ، قال : أجل ، قال : " إذا رأيت العالة الحفاة العراة يتطاولون في البناء وكانوا ملوكا " ، قال : ما العالة الحفاة العراة ؟ ، قال : " العريب ، وإذا رأيت الأمة تلد ربتها فذلك من أشراط الساعة " . [ ص: 147 ] قال : صدقت ، ثم نهض فولى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علي بالرجل " ، فطلبناه فلم نقدر عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل تدرون من هذا ؟ هذا جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم ، فخذوا عنه ، فوالذي نفسي بيده ما شبه علي منذ أتاني قبل مرتي هذه ، وما عرفته حتى ولى " ا ه .

" هكذا حدث به يونس بن محمد المؤدب ، عن المعتمر بلفظين مختلفين وفي كل واحد من الخبرين ألفاظ ليست في الآخر من الزيادات ، وعلى هذا روى عنه حجاج الشاعر كما رواه ابن المنادي .

فأما الخبر الأول فوافقه محمد بن أبي يعقوب الكرماني وهو أحد الثقات ، ممن روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع ، واعتمده ووثقه . ا هـ .

وأما الخبر الثاني فرواه يوسف بن واضح الهاشمي البصري وغيره ، عن المعتمر بن سليمان من نحو رواية يونس بن محمد وذكر فيه الزيادات التي ذكرها يونس في الخبر الأخير " ا هـ .

التالي السابق


الخدمات العلمية