الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
132 - أنبأ محمد بن داود بن سليمان ، وعلي بن عيسى ، قالا : ثنا إبراهيم بن أبي طالب وهو ابن محمد بن نوح ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، وإسحاق بن إبراهيم الشهيدي ، ومحمد بن المثنى ، قالوا : ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، ثنا داود بن أبي هند ، عن عمرو بن سعيد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن ضمادا ، قدم مكة من أزد شنوءة وكان يرقي من هذه الريح ، فسمع سفهاء أهل مكة يقولون : إن محمدا مجنون ، فقال : لو رأيت هذا الرجل لعل الله أن يشفيه على يدي ، قال : فلقيه ، فقال : يا محمد إني أرقي من هذه الريح إن الله يشفي على يدي من شاء فهل لك ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، من يهدي الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله . أما بعد ، فقال : أعد علي كلماتك هؤلاء ، فأعادهن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات . فقال : لقد سمعت قول الكهنة ، وقول السحرة ، وقول الشعراء ، فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ، ولقد بلغت ناعوس البحر - هكذا قال عبد الأعلى ، وإنما هي قاموس البحر - هات يدك أبايعك على الإسلام [ ص: 277 ] ، فبايعه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وعلى قومك " ، قال : وعلى قومي فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فمروا بقومه ، فقال صاحب السرية للجيش : هل أصبتم من هؤلاء شيئا ؟ ، فقال رجل من القوم : أصبت منهم مطهرة ، فقال : ردوها ؛ فإن هؤلاء قوم ضماد .
ا ه . لفظ ابن مثنى . ا ه . روى هذا الحديث عبد الأعلى ، وحفص بن غياث ، وابن أبي زائدة ، ويزيد بن زريع ، ومحمد بن إسحاق وغيرهم ، عن داود . ا ه . وروي من حديث أيوب السختياني ، عن عمرو بن سعيد ، عن سعيد ، عن ابن عباس نحوه . ا هـ .

التالي السابق


الخدمات العلمية