الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن يستجيز من أهل الطامات مثل هذه التأويلات مع علمه بأنها غير مرادة بالألفاظ ويزعم أنه يقصد بها دعوة الخلق إلى الخالق يضاهي من يستجيز الاختراع والوضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هو في نفسه حق ولكن لم ينطق به الشرع كمن يضع في كل مسألة يراها حقا حديثا عن النبي ، صلى الله عليه وسلم فذلك ظلم وضلال ودخول في الوعيد المفهوم من قوله صلى الله عليه وسلم : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار بل الشر في تأويل هذه الألفاظ أطم وأعظم ؛ لأنها مبدلة للثقة بالألفاظ وقاطعة طريق الاستفادة والفهم من القرآن بالكلية فقد عرفت كيف صرف الشيطان دواعي الخلق عن العلوم المحمودة إلى المذمومة .

فكل ذلك من تلبيس علماء السوء بتبديل الأسامي فإن اتبعت هؤلاء اعتمادا على الاسم المشهور من غير التفات إلى ما عرف في العصر الأول كنت كمن طلب الشرف بالحكمة باتباع من يسمى حكيما

التالي السابق


(ومن يستجيز) أي يتجوز (من أهل الطامات مثل هذه التأويلات) البعيدة عن فحوى المراد (مع علمه بأنها غير مرادة بألفاظ القرآن) وإنما حمله عليه ميله إلى هواه (ويزعم) بعد ذلك (أنه يقصد به دعوة الخلق إلى الحق) فمثله مثل من (يضاهي) أي يشابه (من يستجيز الاختراع) أي: الاختلاق (والوضع) في الأخبار (على النبي -صلى الله عليه وسلم- بما هو في نفسه حق ولكن لم ينطق به الشرع) ولا ينقل عنه ذلك (كمن يضع في كل مسألة يراها حقا حديثا عن النبي، صلى الله عليه وسلم) كما فعله الجويباري، وغيره من الوضاعين (وذلك ظلم) أي: تعد عن الحدود (وضلال ودخول في الوعيد المفهوم من قوله -صلى الله عليه وسلم- : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) .

قال العراقي: متفق عليه من حديث أبي هريرة، وعلي وأنس. اهـ .

قلت: هذا الحديث قد روي أيضا عن الزبير والمغيرة وسلمة بن الأكوع وعبد الله بن عمرو وابن مسعود وجابر وأبي قتادة وأبي سعيد وأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعيد بن زيد ومعاوية بن أبي سفيان وخالد بن عرفطة، وأبي موسى الغافقي، وعقبة بن عامر وزيد بن أرقم وقيس بن سعيد وعمران بن حصين والبراء بن عازب وأبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل وعمرو بن مرة ونبيط بن شريط وعمار بن ياسر وعمرو بن عتبة وعمرو بن حريث وابن عباس وعتبة بن غزوان والعرس بن عميرة ويعلى بن مرة وطارق بن أشيم وسليمان بن خالد الخزاعي وصهيب بن سنان والسائب بن يزيد وأبي أمامة وأبي قرصافة ورافع بن خديج وأوس بن أوس الثقفي وحذيفة بن اليمان وأبي ميمون جابان وبريدة بن الخصيب وسعد بن الرحاس وعمرو بن عوف والمنقع التميمي وعبد الله بن عمر وأبي كبشة الأنماري وأبي رافع وواثلة بن الأسقع، وأبي الحمراء، وأسامة بن زيد، ومعاوية بن حيدة، وعبد الله بن الزبير، وأبي عبيدة بن الجراح، وسلمان الفارسي، وأبي ذر، وحذيفة بن أسيد وعبد الله بن أبي أوفى، وأبي رمثة، ويزيد بن أسد، وعفان بن حبيب، وعائشة وأم أيمن، والعباس بن عبد المطلب، وسفينة، وزيد بن ثابت، وكعب بن قطبة، وجابر بن عابس، وعبد الله بن زغب، ووالد أبي العشراء، فهؤلاء جميع من عزي إليهم هذا الحديث بألفاظ وإن اختلفت فإنها متقاربة المعنى، ونحن نسوق لك تفصيل ذلك حسبما استفدته من مقدمة ابن الجوزي، وكتاب العراقي، فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الشيخان والنسائي [ ص: 259 ] من رواية أبي عوانة عن ابن حصين عن أبي صالح عنه ورواه ابن ماجه من رواية محمد بن عمر وعن أبي سلمة عنه بلفظ: من يقول علي ما لم أقل، وأما حديث علي فرواه الشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجه من رواية ربعي بن حراش عنه بلفظ: فإنه من يكذب علي يلج النار.

وقال البخاري من كذب ورواه أبو بكر بن الشخير بلفظ الكتاب من رواية ابن أبي ليلى عن علي، وحديث أنس أخرجه الشيخان والنسائي من رواية عبد العزيز بن صهيب عنه بلفظ: من تعمد علي كذبا. ورواه الترمذي وابن ماجه من رواية الزهري عنه وزاد فيه حسبته قال متعمدا، وقال الترمذي بيته بدل مقعده، وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. ورواه النسائي من رواية سليمان التيمي عنه بلفظ الكتاب ورجاله رجال الصحيح وحديث الزبير رواه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه من رواية ابنه عبد الله عنه، وحديث المغيرة، رواه الشيخان من رواية علي بن ربيعة عنه، وحديث سلمة بن الأكوع رواه البخاري عن بكر بن إبراهيم، عن يزيد بن أبي عبيد عنه بلفظ: من يقل علي ما لم أقل. وهو أحد ثلاثياته، وحديث عبد الله بن عمرو رواه البخاري والترمذي من رواية أبي كبشة السلولي عنه في أثناء حديث: بلغوا عني، وقد روى الطبراني في الأوسط في أوله قصة هي سبب له، من رواية عطاء بن السائب عن أبيه عن ابن عمر، وحديث عبد الله بن مسعود، رواه الترمذي من رواية عاصم عن زر عنه، ورواه أبو بكر بن الشخير في العلم من رواية عاصم عن شقيق عنه، ورواه ابن ماجه من رواية سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه ورواه البزار من رواية عمر ابن شرحبيل عنه، وزاد فيه: ليصل به الناس، وحديث جابر رواه ابن ماجه من رواية ابن الزبير عنه وحديث أبي قتادة رواه ابن ماجه من رواية ابن إسحاق عن سعيد بن كعب عنه بلفظ: من تقول علي ما لم أقل. ورواه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم ورواه أيضا من وجه آخر بلفظ: الأصل وحديث أبي سعيد رواه النسائي من رواية عطاء بن يسار عنه، ورواه ابن ماجه من رواية عطية العوفي عنه وحديث أبي بكر رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط من رواية جارية بن هرم عن عبد الله بن بسر الحيراني عن أبي كثبة الأنماري عنه، ورواه ابن الشخير في كتاب العلم، من رواية القاسم بن عبد الله عن ابن المنكدر عن جابر عن عائشة عنه وفيه رواية صحابي عن صحابي، عن صحابي، وحديث عمر بن الخطاب رواه أبو يعلى من رواية دحين بن ثابت اليربوعي، وأبو بكر بن الشخير في كتاب العلم من رواية عبد الرحمن بن ثابت كلاهما عن أسلم عنه وحديث عثمان بن عفان، رواه أحمد والبزار وأبو يعلى من رواية محمود بن لبيد عنه، وعند الآخرين من رواية عامر بن سعد عنه بلفظ: من قال علي ما لم أقل، وحديث طلحة بن عبيد الله عن أبيه عن جده عن موسى بن طلحة عن طلحة، ورواه الخطيب في التاريخ من رواية محمد بن عمر بن معاوية بن يحيى بن معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده، وحديث سعيد بن زيد رواه البزار وأبو يعلى من رواية رباح بن الحارث عنه، وحديث معاوية بن أبي سفيان رواه أحمد والطبراني من رواية أبي الفيض عنه، وحديث خالد بن عرفطة رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني من رواية مسلم مولاه عنه، وحديث أبي موسى الغافقي رواه أحمد والبزار والطبراني من رواية إسحاق بن ميمون الحضرمي عنه بلفظ: من قال علي ما لم أقل، وحديث عقبة بن عامر رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني من رواية هشام بن أبي رقبة عنه، ورواه أحمد والطبراني أيضا من رواية ابن عشانة عنه وحديث زيد بن أرقم رواه أحمد والبزار والطبراني من رواية يزيد بن حبان عنه، ورواه الطبراني في الأوسط من رواية موسى بن عثمان الحضرمي عن إسحاق عنه وحديث قيس بن سعد بن عبادة رواه أحمد وأبو يعلى من رواية ابن لهيعة عن ابن هبيرة سمعت شيخا من حمير أنه سمع قيس بن سعد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من كذب علي كذبة متعمدا فليتبوأ مضجعا من النار أو بيتا في جهنم وحديث عمران بن [ ص: 260 ] حصين رواه الطبراني من رواية عبد المؤمن بن سالم المسمعي، حدثنا هشام عن محمد بن سيرين عنه، وحديث البراء بن عازب رواه أبو يعلى في مسنده رواية ابن المقري من رواية محمد بن عبيد الله الفزاري، وهو العزرمي عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة، عنه ورواه الطبراني في الأوسط من رواية موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق عنه، وعن زيد بن أرقم أيضا وقد تقدم وحديث أبي موسى الأشعري رواه الطبراني من رواية خالد بن نافع عن سعيد بن أبي بردة عنه وحديث معاذ بن جبل رواه الطبراني في الأوسط والخطيب في التاريخ من رواية عبد الله بن سلمة عنه، ورواه ابن الشخير من رواية خصيب بن جحدر عن النعمان بن نعيم عن عبد الرحمن بن غنم عنه، وحديث عمرو بن مرة الجهني رواه الطبراني من رواية الهيثم بن عدي عن الضحاك بن زميل السكسكي عن أبي أسماء عنه وحديث نبيط بن شريط رواه الطبراني في الصغير عن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط عنه أبيه عن أبيه نبيط، وحديث عمار بن ياسر رواه الخطيب في التاريخ من رواية علي بن الحزور عن أبي مريم قال: سمعت عمار بن ياسر يقول لأبي موسى: أما علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من كذب علي. الحديث ورواه أبو يعلى والطبراني بلفظ: ألم تسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: وحديث عمرو بن عبسة، رواه الطبراني من رواية محمد بن أبي النوار عن بريد بن أبي مريم عن عدي بن أرطاة عنه، وحديث عمرو بن حريث رواه الطبراني من رواية عبد الكريم بن أبي المخارق، عن عامر بن عبد الواحد، عنه وزاد فيه: ليضل به، وحديث ابن مسعود رواه الطبراني من رواية عبد الأعلى الثعلبي عن سعيد بن جبير بن عميرة، رواه الطبراني والبزار وابن عدي في مقدمة الكامل من رواية يحيى بن زهدم، عن أبيه زهدم بن الحارث عنه، وقيل: يحيى عن أبيه عن جده عنه، وحديث يعلى بن مرة رواه الدارمي في مسنده والطبراني وابن عدي من رواية عمرو بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده وحديث طارق بن أشيم والد أبي مالك الأشجعي رواه البغوي والطبراني في معجمي الصحابة من رواية خلف بن خليفة عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه طارق بن أشيم وإسناده صحيح، وحديث سليمان بن خالد الخزاعي رواه الطبراني من رواية عبد الله بن محمد بن الحنفية عنه، وحديث صهيب بن سنان رواه أبو يعلى والطبراني من رواية عمرو بن دينار عن بعض ولد صهيب عنه ورواه أبو بكر بن الشخير في كتاب العلم من رواية الدفاع بن دغفل عن عبد الرحمن بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده، وحديث السائب بن يزيد رواه الطبراني من رواية محمد بن يوسف عنه، وحديث أبي أمامة الباهلي، رواه الطبراني من رواية شهر بن حوشب عنه بلفظ: من حدث عني حديثا كذبا متعمدا، ورواه أيضا من رواية محمد بن الفضل بن عطية عن الأحوص بن حكيم عن مكحول عنه بلفظ: مقعده بين عيني جهنم، وحديث أبي قرصافة واسمه جندرة بن خيثنة رواه الطبراني من رواية عزة بنت عياض عنه بلفظ: من كذب علي أو قال علي غير ما قلت بني له بيت في جهنم، وحديث رافع بن خديج رواه الطبراني من رواية أبي مدرك عن عباية بن رفاعة عنه بلفظ: وليتبوأ من كذب علي مقعده من جهنم، وحديث أوس بن أوس الثقفي، رواه الطبراني من رواية إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن محيريز عنه بلفظ: من كذب على نبيه لم يرح رائحة الجنة وحديث حذيفة بن اليمان، رواه الطبراني من رواية أبي بلال الأشعري حدثنا شريك عن منصور عن ربعي عنه، ورواه أبو نعيم من رواية أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عنه، وحديث أبي ميمون الكردي واسمه جابان، رواه الطبراني في الأوسط من رواية أبي خلوة عن ميمون الكردي عن أبيه وإسناده حسن، وحديث بريدة بن الخصيب رواه أبو يعلى وابن عدي في مقدمة الكامل من رواية صالح بن حبان عن أبي بريدة عن أبيه وحديث سعد بن الدحاس رواه الطبراني من رواية ابن عائذ عنه ورواه ابن منده أيضا في الصحابة وحديث عمرو بن عون المزني رواه [ ص: 261 ] ابن الشخير من رواية الفضل بن عطية عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عون عن أبيه عن جده وحديث المنقع التميمي رواه البخاري في التاريخ الكبير من رواية سيف بن هارون سمع عصمة بن بشر، سمع المقرع سمع المنقع، وحديث عبد الله بن عمر رواه أحمد والبزار والطبراني من رواية أبي بكر بن سالم عن أبيه، عن جده، ورواه أبو بكر بن الشخير في كتاب العلم من رواية جابر بن نوح عن عبيد الله بن عمر عن نافع، عنه وحديث أبي كبشة الأنماري رواه محمد بن جرير الطبري، قال حدثنا عمرو بن مالك حدثنا جارية بن هرم، حدثنا عبد الله بن بشر الجراني، سمعت أبا كبشة وقد اختلف فيه على جارية مع ضعفه فقيل هكذا .

وقيل عن أبي كبشة، عن أبي بكر وقد تقدم وحديث أبي رافع مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، رواه ابن الشخير من رواية عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن رافع عن أبيه، وحديث واثلة بن الأسقع، رواه الطبراني من رواية ابنته خصلة عنه بلفظ: إن من أكبر الكبائر يقول الرجل علي ما لم أقل، وحديث أبي الحمراء رواه ابن الشخير من رواية نفيع بن داود عنه، وحديث أسامة بن زيد، رواه الطبراني من رواية علي بن ثابت الجزري عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة عنه بلفظ: من قال علي ما لم أقل، وحديث معاوية بن حيدة رواه أبو بكر بن المقري من رواية بهز بن حكيم عن أبيه عن جده وحديث عبد الله بن الزبير رواه الدارقطني من رواية الزبير بن خبيب عن أبيه، عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه وحديث أبي عبيدة بن الجراح رواه الخطيب من رواية ميسرة بن مسروق العيسي عنه ورواه ابن الشخير من رواية أبي عبيدة بن فلان عنه، وحديث سلمان الفارسي رواه الطبراني من رواية هلال الوزان، عن سعيد بن المسيب عنه، ورواه الخطيب في التاريخ من رواية أبي البحتري عنه، وحديث أبي ذر الغفاري، رواه المحاملي من رواية عبد الرحمن بن عمرو بن نضلة القسري عن أبيه عن جده، عنه وحديث حذيفة بن أسيد رواه ابن الجوزي في مقدمة الموضوعات من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، حدثنا المثنى بن سعيد عن قتادة عن أبي الطفيل عنه، وحديث عبد الله بن أبي أوفى رواه ابن الجوزي أيضا من طريق ابن قانع، حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدثنا سالم بن قادم، حدثنا علي بن إبراهيم عن فائد بن أبي العوام عنه، وحديث أبي رمثة البلوي، رواه الدارقطني في الأفراد من رواية موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سالم عن عاصم بن عبيد الله عنه وحديث يزيد بن أسد القسري، رواه الخطيب من رواية خالد بن يحيى بن سعيد بن خالد بن عبيد الله بن يزيد بن أسد القسري عن أبيه عن جده يزيد بن أسد، وحديث عفان بن حبيب رواه الحاكم في تاريخ نيسابور من رواية ابنه داود بن عفان عنه، وقال في عفان إنه كان ورد نيسابور مع عبد الله بن عامر وحديث عائشة رواه ابن الشخير من رواية حصين الدمشقي، عن أبي سلمة عنها، وحديث أم أيمن رواه الدارقطني من رواية بشر بن عاصم عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس عنا، وحديث سفينة رواه ابن المقري من رواية بريدة بن عمر بن سفينة، عن أبيه عن جده، وحديث زيد بن ثابت رواه ابن الشخير من رواية الفضل بن عبد الله الفارسي عن محمد بن جابر عن ابن المنكدر عنه وحديث كعب بن قطبة رواه أبو نعيم، من رواية علي بن ربيعة عنه، وحديث جابر بن عابس، ويقال حابس العبدي رواه ابن منده في معرفة الصحابة من رواية حصين بن حبيب عن أبيه عنه بلفظ: من قال علي ما لم أقل، ورواه أبو نعيم. فقال: حصين بن عمير عن أبيه عن جابر بن عابس بالعين، وحديث عبد الله بن زغب، رواه أبو نعيم من رواية عبد الرحمن بن عائذ عنه وحديث والد أبي العشراء رواه تمام في جزء له جمع فيه حديث أبي العشراء من رواية أبي عمير الضرير حدثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي، عن أبيه واسمه مالك بن قهطم على المشهور وقد روى الحديث أيضا عن النعمان بن بشير والعباس بن عبد المطلب، وغزوان ومالك بن عتاهية، وذكر ابن منده في مستخرجه أنه ورد أيضا من رواية سمرة بن جندب والنواس بن سمعان وعبد الله بن الحارث [ ص: 262 ] ابن جزء وعبد الله بن جعفر الهاشمي وعبد الله بن جراد وأبي بن كعب، وسليمان بن صرد وعمرو بن الحمق وعمرو بن العاصي، وجندب بن عبد الله وجهجاه الغفاري وسبرة، ومرة البهزي، وسنجرة وأبي أسيد وأبي أيوب وحفصة بنت عمر، وخولة بنت حكيم، وذكر ابن الجوزي في نسخة الموضوعات الأولى رواه أحد وستون من الصحابة، وقال في النسخة الثانية وهي أطول من الأولى رواه ثمانية وتسعون من الصحابة .

قال العراقي: وحكى النووي في شرح مسلم عن بعضهم أنه رواه مائتان من الصحابة قلت وقد روي أيضا من حديث الرجل الذي من أسلم رواه الطبراني وقد تقدم في ترجمة سليمان بن خالد الخزاعي وفي أوله قصة هي سبب للحديث، وحديث الرجل الآخر الذي لم يسم رواه أحمد من رواية عمرو بن مرة عنه والظاهر أنه ابن مسعود وقد تقدم وحديث الآخر الذي لم يسم بلفظ آخر من رواية عبد الأعلى بن هلال الحمصي عنه، وبمجموع من ذكر يبلغ العدد إلى قريب من المائة، قال ابن الجوزي في الموضوعات بإسناده إلى أبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الإسفراييني ليس في الدنيا حديث اجتمع عليه العشرة غير هذا الحديث قلت: وهذا قد أورده العراقي فقال: ليس كذلك فقد ذكر الحاكم والبيهقي في حديث رفع اليدين في الصلاة رواه العشرة، وقال: إنه ليس حديث رواه العشرة غيره، وذكر أبو القاسم بن منده أن حديث المسح على الخفين، رواه العشرة أيضا. اهـ. ثم قال ابن الجوزي ما وقعت لي رواية عبد الرحمن بن عوف إلى الآن. اهـ .

قلت: قال العراقي: حديث عبد الرحمن بن عوف رويناه من رواية ابنه إبراهيم عنه، وفي إسناده أحمد بن منصور الشيرازي، أحد الحفاظ إلا أن الدارقطني رماه بأنه كان يدخل على الشيوخ أحاديث بمصر. اهـ .

قلت: أورده الذهبي في الميزان، ولفظه: أدخل على جماعة من الشيوخ بمصر وأنابها، وكان يتقرب إلي ويكتب إلي كتبا وهكذا ذكره في ديوان الضعفاء قال السيوطي في تحذير الخواص لا أعلم شيئا من الكبائر قال أحد من أهل السنة بتكفير مرتكبه إلا الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن الشيخ أبا محمد الجويني من أصحابنا وهو والد إمام الحرمين قال: إن من تعمد الكذب عليه -صلى الله عليه وسلم- يكفر كفرا يخرجه عن الملة وتبعه على ذلك طائفة منهم الإمام ناصر الدين بن المنير من أئمة المالكية وهذا يدل على أنه أكبر الكبائر؛ لأنه لا شيء من الكبائر يقتضي الكفر عند أحد من أهل السنة. اهـ .

وقال ابن الصلاح في علوم الحديث: لا تحل رواية الحديث الموضوع لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مقرونا ببيان وضعه بخلاف غيره من الأحاديث الضعيفة التي يحتمل صدقها في الباطن حيث جاز روايتها في الترغيب وقال بعد ذلك: يجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل في الأسانيد ورواية ما سوى الموضوع من أنواع الحديث الضعيفة من غير اهتمام ببيان ضعفها فيما سوى صفات الله تعالى، وأحكام الشريعة من الحلال والحرام، وغيرهما وذلك كالمواعظ والقصص وفضائل الأعمال. اهـ .

قال السيوطي وقد أطبق على ذلك علماء الحديث فجزموا بأنه لا يحل رواية الحديث الموضوع في أي معنى كان إلا مقرونا ببيان وضعه بخلاف الضعيف فإنه يجوز روايته في غير الأحكام والعقائد، وممن جزم بذلك الشيخ النووي في الإرشاد والتقريب والبدر بن جماعة في المنهل الروي والطيبي في الخلاصة والسراج البلقيني في محاسن الاصطلاح والزين العراقي في ألفيته وشرحها (بل الشر في تأويل هذه الألفاظ) وصرفها عن ظواهرها (أطم) أي: أزيد وأكثر (وأعظم؛ لأنها مبطلة للثقة بالألفاظ) أي: للوثوق بها (وقاطعة طريق الاستفادة والفهم من القرآن بالكلية) وإذا تأملت ما ذكرنا (فقد عرفت كيف صرف الشيطان دواعي الخلق) جمع داعية وهو ما يدعو الإنسان إلى الشيء (عن العلوم المحمودة إلى) العلوم (المذمومة وكل ذلك بتلبيس علماء السوء) وتخليطهم الحق بالباطل (بتبديل الأسامي) وتفسيرها (فإن اتبعت هؤلاء) وسلكت سننهم (اعتمادا على الاسم المشهور) عندهم (من [ ص: 263 ] غير التفات إلى ما عرف في العصر الأول) ونهجه أهل الطريق الأعدل (كنت كمن طلب الشرف بالحكمة) الإلهية (باتباع من يسمى حكيما في هذا العصر وذلك بالغفلة عن تبديل اللفظ الخامس وهو الحكمة) .




الخدمات العلمية