الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
(تنبيه)

اعلم أنه قد عزي إلى الشيخ أبي حامد الغزالي كتب، وقد صرح أهل التحقيق أنها ليست له، من جملتها السر المكتوم في أسرار النجوم [ ص: 44 ] ونسب هذا الكتاب إلى الإمام الفخر، فأنكر كونه له أيضا، لكن أصحاب الروحانيين وأهل التصحيح ينقلون منه أشياء كثيرة بقولهم: قال الفخر الرازي في كتابه السر المكتوم في أسرار النجوم كذا وكذا، قال صاحب تحفة الإرشاد: هو موضوع عليه، ومنها كتاب الظنون، وله فيه:


لا تظنوا الموت موتا إنه لحياة وهي غايات المنى     أحسنوا الظن برب راحم
تشكروا السعي وتأتوا أمنا     ما أرى نفسي إلا أنتم
واعتقادي أنكم أنتم أنا

وقد صرح الشيخ الأكبر أنه موضوع .

ومنها كتاب النفخ والتسوية، فإنه كذلك موضوع عليه، ومنها المضنون به على غير أهله، قال ابن السبكي: ذكر ابن الصلاح أنه منسوب إليه، وقال: معاذ الله أن يكون له، وبين سبب كونه مختلقا موضوعا عليه، والأمر كما قال، وقد اشتمل على التصريح بقدم العالم، ونفي علم القديم بالجزيئات، وكل واحد من هذه يكفر الغزالي قائلها هو وأهل السنة أجمعون، فكيف يتصور أنه يقولها، وهو عندي، وفي المسامرة أنه من تأليف علي بن خليل السبتي، وكذلك صرح صاحب تحفة الإرشاد بأنه موضوع عليه، وقد صنف أبو بكر محمد بن عبد الله المالقي كتابا في رده، وتوفي سنة 750 .

التالي السابق


الخدمات العلمية