الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (25) قوله تعالى: ومنها تخرجون : قرأ الأخوان وابن ذكوان "تخرجون" هنا، وفي الجاثية: فاليوم لا يخرجون منها ولا وفي الزخرف: كذلك تخرجون وفي أول الروم: وكذلك تخرجون ومن آياته قرءوا الجميع مبنيا للفاعل، والباقون قرءوه مبنيا للمفعول، وفي أول الروم خلاف عن ابن ذكوان. وتحرزت بأول الروم من قوله: إذا أنتم [ ص: 286 ] تخرجون فإنه قرئ مبنيا للفاعل من غير خلاف، ولم يذكر بعضهم موافقة ابن ذكوان للأخوين في الجاثية. والقراءتان واضحتان.

                                                                                                                                                                                                                                      وفي قوله: قالا ربنا : فائدة حذف حرف النداء هنا تعظيم المنادى وتنزيهه. قال مكي: ونداء الرب قد كثر حذف "يا" منه في القرآن، وعلة ذلك أن في حذف "يا" من نداء الرب معنى التعظيم والتنزيه، وذلك أن النداء فيه طرف من معنى الأمر; لأنك إذا قلت: يا زيد فمعناه: تعال يا زيد، أدعوك يا زيد، فحذفت "يا" من نداء الرب ليزول معنى الأمر وينقص لأن "يا" تؤكده وتظهر معناه فكان في حذف "يا" الإجلال والتعظيم والتنزيه" .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية