الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (119) قوله تعالى: فغلبوا هنالك : "هنالك" يجوز أن يكون مكانا، أي: غلبوا في المكان الذي وقع فيه سحرهم، وهذا هو الظاهر. قيل: ويجوز أن يكون زمانا، وهذا ليس أصله، وقد أثبت له بعضهم هذا المعنى بقوله تعالى: هنالك ابتلي المؤمنون وبقول الآخر:


                                                                                                                                                                                                                                      2264 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . فهناك يعترفون أين المفزع



                                                                                                                                                                                                                                      ولا حجة فيهما; لأن المكان فيهما واضح.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: صاغرين حال من فاعل "انقلبوا"، والضمير في "انقلبوا" يجوز أن يعود على قوم فرعون، وعلى السحرة إذا جعلنا الانقلاب قبل إيمان السحرة، أو جعلنا انقلبوا بمعنى صاروا، كما فسره الزمخشري، أي: "صاروا أذلاء مبهوتين متحيرين"، ويجوز أن يعود عليهم دون السحرة إذا كان ذلك بعد إيمانهم، ولم يجعل "انقلبوا" بمعنى صاروا، لأن الله لا يصفهم بالصغار بعد إيمانهم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 419 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية