الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (27) قوله تعالى: وتخونوا : يجوز فيه أن يكون منصوبا بإضمار "أن" على جواب النهي أي: لا تجمعوا بين الجنايتين كقوله: [ ص: 595 ]

                                                                                                                                                                                                                                      2404 - لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم



                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أن يكون مجزوما نسقا على الأول، وهذا الثاني أولى; لأنه فيه النهي عن كل واحد على حدته بخلاف ما قبله، فإنه نهي عن الجمع بينهما، ولا يلزم من النهي عن الجمع بين الشيئين النهي عن كل واحد على حدته. وقد تقدم تحرير هذا في قوله: وتكتموا الحق أول البقرة.

                                                                                                                                                                                                                                      و "أماناتكم" على حذف مضاف أي: أصحاب أماناتكم. ويجوز أن يكونوا نهوا عن جناية الأمانات مبالغة كأنها جعلت مخونة. وقرأ مجاهد ورويت عن أبي عمرو "أمانتكم" بالتوحيد والمراد الجمع.

                                                                                                                                                                                                                                      "وأنتم تعلمون" جملة حالية، ومتعلق العلم يجوز أن يكون مرادا أي: تعلمون قبح ذلك أو أنكم مؤاخذون بها. ويجوز ألا يقدر أي: وأنتم من ذوي العلم. والعلم يحتمل أن يكون على بابه، وأن يكون بمعنى العرفان.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية