الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (115) قوله تعالى: إما أن تلقي : "إما" هنا للتخيير، ويطلق عليها حرف عطف مجازا. وفي محل "أن تلقي وإما أن نكون" ثلاثة أوجه، أحدها النصب بفعل مقدر أي: افعل إما إلقائك وإما إلقاءنا، كذا قدره الشيخ. وفيه نظر لأنه لا يفعل إلقاءهم فينبغي أن يقدر فعلا لائقا بذلك وهو اختر أي: اختر إما إلقاءك وإما إلقاءنا. وقدره مكي وأبو البقاء، فقالا: "إما أن تفعل الإلقاء". قال مكي: كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      2262 - قالوا الركوب فقلنا تلك عادتنا . . . . . . . . . . . . . . .



                                                                                                                                                                                                                                      إلا أنه جعل النصب مذهب الكوفيين. الثاني: الرفع على خبر ابتداء مضمر تقديره: أمرك إما إلقاؤك وإما إلقاؤنا. الثالث: أن يكون مبتدأ خبره محذوف تقديره: إما إلقاؤك مبدوء به، وإما إلقاؤنا مبدوء به، وإنما أتى هنا بـ "أن" المصدرية قبل الفعل بخلاف قوله تعالى: وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب لأن "أن" وما بعدها هنا: إما مفعول وإما مبتدأ، والمفعول به والمبتدأ لا يكونان فعلا صريحا، بل لا بد أن ينضم إليه حرف [ ص: 416 ] مصدري يجعله في تأويل اسم، وأما آية التوبة فالفعل بعد "إما": إما خبر ثان لـ آخرون، وإما صفة له، والخبر والصفة يقعان جملة فعلية من غير حرف مصدري.

                                                                                                                                                                                                                                      وحذف مفعول الإلقاء للعلم به والتقدير: إما أن تلقي حبالك وعصيك، لأنهم كانوا يعتقدون أن يفعل كفعلهم أو نلقي حبالنا وعصينا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية