الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (50) قوله تعالى: يتوفى الذين كفروا : قرأ ابن عامر والأعرج "تتوفى" بتاء التأنيث في "تتوفى" لتأنيث الجماعة. والباقون بياء الغيبة وفيها تخريجان: أظهرهما: لموافقة قراءة من تقدم أن الفاعل الملائكة [ ص: 619 ] وإنما ذكر للفصل; لأن التأنيث مجازي. والثاني: أن الفاعل ضمير الله تعالى لتقدم ذكره، و "الملائكة" مبتدأ و "يضربون" خبره. وفي هذه الجملة حينئذ وجهان أحدهما: أنها حال من المفعول. والثاني: أنها استئنافية جوابا لسؤال مقدر، وعلى هذا فيوقف على "الذين كفروا" بخلاف الوجهين قبله. وضعف ابن عطية وجه الحال بعدم الواو، وليس بضعيف لكثرة مجيء الجملة الحالية مشتملة على ضمير ذي الحال خالية من واو نظما ونثرا. وعلى كون "الملائكة" فاعلا يكون "يضربون" جملة حالية سواء قرئ بالتأنيث أم بالتذكير. وجواب "لو" محذوف للدلالة عليه أي: لرأيت أمرا عظيما.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وذوقوا هذا منصوب بإضمار قول الملائكة أي: يضربونهم ويقولون لهم: ذوقوا. وقيل: الواو في "يضربون" للمؤمنين، أي: يضربونهم حال القتال وحال توفي أرواحهم الملائكة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وأن الله عطف على "ما" المجرورة بالياء أي: ذلك بسبب تقديم أيديكم، وبسبب أن الله ليس بظلام للعبيد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية