الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (62) وقوله تعالى: أبلغكم : يجوز أن تكون جملة مستأنفة أتي بها لبيان كونه رسولا، ويجوز أن تكون صفة لـ رسول، ولكنه راعى الضمير السابق الذي للمتكلم فقال: "أبلغكم" ولو راعى الاسم الظاهر بعده لقال: يبلغكم، والاستعمالان جائزان في كل اسم ظاهر سبقه ضمير حاضر من متكلم أو مخاطب فتحرر لك فيه وجهان: مراعاة الضمير السابق وهو الأكثر ومراعاة الاسم الظاهر، فتقول: "أنا رجل أفعل كذا" مراعاة لـ: أنا. وإن شئت "أنا رجل يفعل كذا" مراعاة لـ رجل، ومثله: "أنت رجل تفعل ويفعل" بالخطاب والغيبة. وقوله بل أنتم قوم تفتنون جاء على الأكثر. ومثله ما لو وقع بعد الضمير موصول نحو: "أنا الذي فعلت وفعل" ، و "أنت الذي فعل وفعلت". ومنه:


                                                                                                                                                                                                                                      2225 - نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا



                                                                                                                                                                                                                                      فجمع بين الاستعمالين، وقد تقدم هذا بأوضح منه هنا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبو عمرو: "أبلغكم" بالتخفيف والباقون بالتشديد، وهذا الخلاف جار هنا في الموضعين وفي الأحقاف. والتضعيف والهمزة للتعدية كأنزل ونزل. وجمع "رسالة" باعتبار أنواعها من أمر ونهي ووعظ وزجر وإنذار وإعذار. وقد جاء الماضي على أفعل في قوله: فإن تولوا فقد أبلغتكم فهذا شاهد لقراءة أبي عمرو، وجاء على فعل في قوله: [ ص: 357 ] فما بلغت رسالته فهذا شاهد لقراءة الجماعة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية