الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (175) قوله تعالى: فأتبعه : الجمهور على "أتبعه" رباعيا وفيه وجهان أحدهما: أنه متعد لواحد بمعنى أدركه ولحقه وهو مبالغة في حقه، حيث جعل إماما للشيطان. ويحتمل أن يكون متعديا لاثنين لأنه منقول بالهمزة من تبع، والمفعول الثاني محذوف تقديره: أتبعه الشيطان خطواته، أي: جعله تابعا لها. ومن تعديه لاثنين قوله تعالى: " وأتبعناهم ذرياتهم بإيمان " . وقرأ الحسن وطلحة بخلاف عنه "فاتبعه" بتشديد التاء. وهل تبعه واتبعه بمعنى أو بينهما فرق؟ قيل بكل منهما وأبدى بعضهم الفرق بأن تبعه مشى في أثره، واتبعه إذا وازاه في المشي. وقيل: اتبعه بمعنى استتبعه.

                                                                                                                                                                                                                                      والانسلاخ: التعري من الشيء، ومنه: انسلاخ جلد الحية. وليس في [ ص: 516 ] الآية قلب; إذ لا ضرورة تدعو إليه وإن زعمه بعضهم، وأن أصله: فانسلخت منه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية